رأت صحيفة وول ستريت جورنال أن المكاسب الكبيرة التي من المنتظر أن يحققها السلفيون في الانتخابات التشريعية الجارية في مصر ستجعل من سياسات الاخوان المسلمين التي عرفت بالاعتدال عرضة للاتجاه نحو التشدد. وقال شادي حامد الخبير بالشئون المصرية في معهد بروكينجز :" ان تأثير المكاسب السلفية سيكون شبيها الى حد كبير بتأثير حركة الشاي الأمريكية الشديدة المحافظة على سياسات الحزب الجمهوري و على المجتمع الأمريكي ككل". وأوضح أن المكاسب السياسية و الانتخابية التي حققتها حركة الشاي ذهبت بالمجتمع الأمريكي و سياساته الى أن يكون أكثر يمينية و هذا مرشح للتكرار في مصر حيث من المنتظر أن تذهب القوى السياسية المصرية المحافظة و غيرها الى منحا أكثر يمينية. وأضافت الصحيفة ان السلفيين كانوا يعتبرون العملية الانتخابية برمتها متعارضة مع الفكر السلفي و لكنهم بعد الثورة تغير موقفهم و اتجهوا الى الاشتباك مع العملية السياسية بكامل تفاصيلها. وأوضحت الصحيفة أن الاسلاميين الأخرين الذين تعرضوا للاضطهاد و التنكيل من النظام السابق و على رأسهم جماعة الأخوان المسلمين يرون أن السلفيين يتسمون بانتهازية واضحة حيث ان رموز السلفية كانوا من الأساس ضد الثورة الى الحد الذي دفع أهم رموزهم أثناء أحداث الثورة الى تشجيع تابعيهم و حوارييهم من تجنب التظاهر ضد الحاكم. و عرضت الصحيفة مبرر الذي يسوقه السلفيون في هذا الشأن حيث يدعون أنهم لو كانوا نزلوا الى الميادين أثناء الثورة فان ذلك كان سيعد تأييدا واضحا لادعاء مبارك بأن تلك الثورة ما هي الا انقلاب يقوم به الاسلاميون. ونقلت الصحيفة عن القطب الاخواني البارز صبحي صالح قوله: "هم (السلفيون) لم يتعرضوا مثلنا للقمع و السجن و التعذيب". وأضافت الصحيفة ان السلفيين يرون في المقاعد التي سيحصلون عليها في البرلمان فرصة لمحو ما يرونه من تشويه متعمد لصورتهم في أوساط شرائح من المجتمع المصري.