نددت باكستان بهجوم شنته طائرتان أمريكيتان بدون طيار على متشددين يوم الاربعاء وهو أول هجوم من نوعه منذ قرابة شهر في اطار برنامج مثير للخلاف. وقال سكان ومسؤولون ان صواريخ أطلقتها طائرتان بدون طيار أصابت سيارة تقل متشددين في قرية تبعد نحو 12 كيلومترا شرقي الحدود الافغانية في منطقة وزيرستان الجنوبية. وقال مسؤول امني "تأكدنا (من مقتل) ستة لكن عدد القتلى قد يكون أعلى." وتستخدم الولاياتالمتحدة منذ بضع سنوات طائرات بلا طيار في شن هجمات تستهدف المتشددين ذوي الصلة بالقاعدة في المناطق القبلية في باكستان لكن هذه الهجمات صارت مبعث قلق بالنسبة الى الحكومة الباكستانية بسبب وقوع خسائر في الارواح بين المدنيين خلالها. ونددت وزارة الخارجية الباكستانية بشدة بالهجوم الاخير وقالت انها احتجت لدى السفير الامريكي. وقالت في بيان "قلنا مرارا ان مثل هذه الهجمات تأتي بنتائج عكسية ولا تساهم الا في تقوية أيدي الارهابيين." وأضافت "الهجمات بطائرات دون طيار أصبحت سببا أساسيا للخلاف في حملة مكافحة الارهاب. وقد أثارت باكستان الموضوع مع الولاياتالمتحدة على كل المستويات." وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني متحدثا في المجلس الوطني ان هذه الهجمات تؤلب الناس على الحكومة. وأضاف "نحن نقر باننا نعارضها. كان بمقدورنا الفصل بين المتشددين وأبناء القبائل المحليين. وعندما تشن طائرة بدون طيار هجوما تتحد القبائل المحلية مع المتشددين." وقال مسؤولون ان الهجوم جاء بعد يومين من دعوة اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا رئيس المخابرات الباكستانية الى انهاء الهجمات التي تنفذها طائرات امريكية بلا طيار خلال اجتماع في واشنطن مع مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.أي.ايه) ليون بانيتا. وغارة يوم الاربعاء هي الاولى منذ 17 مارس اذار حين قتل هجوم مماثل 38 من شيوخ القبائل والمسلحين الذين يشتبه بأنهم من المتشددين وقوبل بادانة نادرة من جانب قائد الجيش الباكستاني. وقال مسؤول في المخابرات ان الولاياتالمتحدة تحركت بدون أي مساعدة من باكستان. وفي مارس اذار رفضت اسلام اباد حضور اجتماع لمناقشة الحرب في أفغانستان احتجاجا على ذلك الهجوم الذي نفذ في منطقة وزيرستان الشمالية. وزاد التوتر في العلاقات بين المخابرات الامريكيةوالباكستانية بسبب قضية ريموند ديفيز وهو متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية قتل اثنين من الباكستانيين رميا بالرصاص في مدينة لاهور بشرق البلاد في يناير كانون الثاني. واحتجزت باكستان ديفيز على الرغم من قول الولاياتالمتحدة انه يتمتع بحصانة دبلوماسية. وأطلق سراحه الشهر الماضي بعد دفع دية لاسرتي القتيلين.