أوباما يواجه تحدي تحديد استراتيجيته بالنسبة لليبيا

واشنطن (رويترز) - يواجه الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاثنين مهمة صعبة في اقناع الامريكيين بأن لديه أهدافا عسكرية واضحة في ليبيا واستراتيجية للخروج وذلك في مسعى للرد على الهجوم المتزايد في الكونجرس على سياسته.
وسيحاول أوباما في خطاب تلفزيوني يلقيه في السابعة والنصف من مساء يوم الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2330 بتوقيت جرينتش) توضيح أهداف المهمة ومداها بعد ان اتهمه عدد كبير من اعضاء الكونجرس بالاخفاق في شرح الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في حملة القصف الجوي الغربي لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
كما سيتابع حلفاؤه في التحالف بعناية الخطاب الذي يجيء قبل يوم من عقد مؤتمر رفيع المستوى في لندن يوم الثلاثاء يناقش استراتيجيات سياسية لوضع نهاية لحكم القدافي المستمر منذ 41 عاما.
وخفف من مهمة اوباما اتفاق حلف شمال الاطلسي يوم الاحد على تسلم المسؤولية الكاملة عن العمليات العسكرية في ليبيا منهيا بذلك خلافا حول من سيقود جهود الحلفاء.
ومن المتوقع ان يرحب أوباما في خطابه بقرار حلف الاطلسي كدليل على انه سيفي بوعده بأن تلعب الولايات المتحدة التي لها قوات في العراق وأفغانستان دورا محدودا في الحرب في ثالث دولة اسلامية. كما قد يحصل اوباما على دفعة من المكاسب التي حققتها المعارضة الليبية المسلحة على أرض المعارك.
لكن لا يزال يتعين عليه طمأنة المواطن الامريكي المهموم بالاقتصاد على ان التدخل في ليبيا يخدم المصالح القومية الامريكية كما سيكون عليه أيضا تهدئة مخاوفه من ان عنده فكرة واضحة لانهاء الدور الامريكي والخروج من ليبيا.
وسئل عن ليبيا في اجتماع عام بشأن التعليم يوم الاثنين فقال اوباما ان المشاركة الامريكية ستكون "محدودة في كل من الزمن والنطاق". ويعتبر الخطاب الذي يلقيه الرئيس الامريكي يوم الاثنين أجرأ خطوة من جانبه لوضع حد للجدل الدائر حول ليبيا.
وتصدر الجمهوريون بطبيعة الحال حملة النقد الموجهة الى الرئيس الديمقراطي وقالوا انه فشل في تعريف الشعب الامريكي والكونجرس بالاهداف المحددة لهذه المهمة بل ان البعض وبخه لعدم حصوله على موافقة مسبقة من الكونجرس.
وعلى الرغم من ان غالبية الديمقراطيين مازالوا يؤيدونه الا ان البعض يقول انه لا توجد لديه استراتيجية متقنة للخروج من ليبيا.
وانتقد السناتور جون مكين مرشح الرئاسة الامريكي عن الحزب الجمهوري عام 2008 الرئيس اوباما قائلا انه لم يفسر بوضوح هدف العملية العسكرية الامريكية في ليبيا وان عليه ان يفعل ذلك في خطابه يوم الاثنين.
وقال مكين لمحطة فوكس نيوز صنداي "هذه السياسة اتسمت بالتشوش وعدم الحسم والتأجيل.. ليس عجيبا ان يشعر الامريكيون بالبلبلة فيما يتعلق بتحديد سياستنا على وجه الدقة لاننا من ناحية نقول انها مهمة انسانية ومن ناحية اخرى يقولون ان القذافي يجب ان يرحل."
ودافع مسؤولو البيت الابيض عن سياسة أوباما الحذرة قائلين انها ضرورية لتشكيل تحالف يضمن تأييدا عربيا.
ويقول اوباما ان الغرض من العمل العسكري الذي اقرته الامم المتحدة حماية المدنيين لا الاطاحة بالقذافي. غير انه لم يخف سرا رغبته في رحيل الزعيم الليبي.
لكن لا يزال غير واضح ماذا سيحدث اذا ظل القذافي في السلطة رغم حظر الطيران والضربات الجوية.
ولم يتطرق اوباما بعد لهذا السيناريو - بخلاف اعادة التأكيد على ان القوات البرية الامريكية لن تشارك في العملية - ولم يعرف الى اي مدى سيذهب في خطابه الذي سيلقيه في جامعة الدفاع الوطني العسكرية بواشنطن.
ورغم ان قصف التحالف لقوات القذافي يساعد المعارضة المسلحة الليبية في تعويض الخسائر العسكرية التي لحقت بها خلال الانتفاضة التي بدأتها قبل خمسة اسابيع يتوقع محللون ان يطيل خطر الوصول الى مأزق دموي في مسار الاحداث امد الدعم العسكري الغربي.
ومع ذلك قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في مقابلة مع شبكة (ان.بي.سي) ان الولايات المتحدة ستبدأ تقليص دورها في منطقة الحظر الجوي في الاسبوع المقبل او نحو ذلك.
وفي اعتراف قد يوجه المزيد من سهام النقد لاوباما قال جيتس ان ليبيا لا تمثل اهمية حيوية للمصالح الامريكية لكن الشرق الاوسط الاوسع مهم لتلك المصالح. وقال ان عدم الاستقرار في ليبيا قد يقوض التحول الديمقراطي الجاري حاليا في مصر وتونس المجاورتين.
وتظهر استطلاعات الرأي الاخيرة ان الامريكيين المؤيدين لاستخدام اوباما للقوة الجوية في ليبيا يزيدون على المعارضين لها. لكن خبراء يقولون انه ان لم تجد الولايات المتحدة مخرجا سريعا فقد يرى اوباما ليبيا تظهر كقضية في حملة انتخابه لفترة ولاية جديدة العام المقبل.
ويلاقي اوباما صعوبة في احداث توازن بين تصديه للازمات العالمية والاولويات الداخلية الخاصة بتوفير الوظائف والاقتصاد والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لاحتمالات اعادة انتخابه.
(شاركت في التغطية باتريشيا زينجيرل وارشد محمد)