توفي في هامبورغ الروائي والكاتب الجزائري المقيم في ألمانيا، محمد بن مبخوت المعروف باسم حميد سكيف عن عمر يناهز الستين عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، وتجري مراسيم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه وهران غرب الجزائر، حيث سيوارى الثرى، كما أكدت ذلك زوجته الباحثة الألمانية أورزولا غونتر في رسالة إلكترونية تلقت دويشته فيله نسخة منها. وخصص الراحل آخر أيامه لإنجاز مؤلف مشترك مع زوجته الباحثة الألمانية المتخصصة في الدراسات الإسلامية، حول مذكراته. وقد أكدت أورزولا أنها ستعمل على أن يرى هذا المؤلف ( المذكرات ) النور قريبا ودعت أصدقاءه لتقديم مساهماتهم. وأمضى سكيف عقدا ونيفا من حياته في هامبورغ شمال المانيا، التي لجأ إليها عندما اشتدت حدة الصراع المسلح في الجزائر فيما يعرف بالعشرية السوداء. وكانت إقامة سكيف في ألمانيا بفضل منحة مخصصة لكتاب المنفى من مؤسسة"نادي القلم". وسكيف هو كاتب صحافي عرف بأسلوبه الساخر والنقدي اللاذع للسلطة وللتطرف، وهو روائي مدافع عن قيم الحرية ومن أشهر أعماله "سيادة الرئيس" و"جغرافيا الخوف" التي نشرت بلغات عديدة، فرنسية، عربية، ايطالية وإسبانية وألمانية. وقد حصل سكيف سنة 2006 على جائزة أدب المنفى عن رسالته الروائية التي تحمل عنوان "سيادة الرئيس". كما نال جوائز أوروبية مرموقة عن روايته" جغرافيا الخوف". داعية للحوار وفي حوار سابق أجرته معه دويتشه فيله قال سكيف إثر نشر الترجمة الألمانية لرواية "جغرافيا الخوف" التي تعالج قضية الهجرة غير الشرعية، إنها محاولة منه لطرح الموضوع على الجمهور الألماني واستدراجه للمناقشة حوله باعتباره قضية مشتركة. والأهم بالنسبة لسكيف كما يقول هو كونها مسلك أدبي يهدف من خلاله لتحقيق اختراق مغاربي في الحقل الأدبي والثقافي الألماني، على غرار ما يحققه جيل من الأدباء الشبان الأتراك في ألمانيا. ويقول سكيف " أتمنى أن يمكنني هذا الكتاب من فرصة حوار ثقافي أوسع مع الجمهور الألماني"، حوار يمكن أن يساهم في تبديد كليشيهات وسلبيات في النظرة المتبادلة بين المجتمعين الألماني من جهة والمغاربي والعربي من جهة ثانية. وكان سكيف من كتاب الرأي في موقع "قنطرة" الألماني المتخصص في الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي. مساهمات ثقافية وإنسانية وبدأ حميد سكيف مسيرته الثقافية مبكرا في مجالي المسرح والشعر، ثم كصحافي وكاتب ساخرباللغة الفرنسية في صحيفة ''لاريبوبليك" باللغة الفرنسية) بوهران، وانتقل بعد تعريبها لمجلة ''الثورة الإفريقية''، والديوان الوطني للصناعة السينمائية، ومن ثم وكالة الأنباء الجزائرية. وأنشأ مجلة ''آفاق'' الاقتصادية. ونظم سكيف دواوين من الشعر ومنها "الأصنام"و"الوداع". وفي بداية التسعينات من القرن الماضي، أسس سكيف مع عدد من زملائه، جمعية الصحافيين الجزائريين، وخلال إقامته في هامبورغ كان لفترة مسؤولا عن إدارة مركز التبادل الثقافي"ألف ما" في هامبورغ، كما ساهم في تأسيس نادي ثقافي عربي في هامبورغ. وعرف عن سكيف نشاطه الإنساني الدؤوب لمساعدة اللاجئين والشبان المغاربيين المهاجرين. منصف السليمي