غصت شوارع المنامة الجمعة بعشرات آلاف المتظاهرين المطالبين بالتغيير في يوم حداد دعا اليه رجال دين شيعة وتبناه النظام، لتضع المعارضة بذلك مزيدا من الضغوط على السلطة، التي اشادت واشنطن بتعاملها مع الازمة. واحتشد المتظاهرون الذين ساروا في تظاهرتين خرجت الاولى من دوار السلمانية (وسط) والثانية من دوار الدانة (غرب) في صفوف طويلة، وتجمعوا فيما بعد عند دوار اللؤلؤة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وردد المتظاهرون الذين انقسموا بين رجال ونساء هتافات مناوئة للسلطة بينها "الشعب يريد اسقاط النظام" و"لا حوار حتى يسقط النظام" و"يا للعجب الجيش يقتل الشعب"، في اشارة الى مقتل سبعة متظاهرين خلال مواجهات مع القوى الامنية الاسبوع الماضي. كما رددوا هتافات تدعو الى الوحدة بينها "اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه" و"لن تخمدوا انفاسه.. محمد البوفلاسة"، وهو متظاهر سني رهن الاعتقال حاليا بعد القائه خطبة في دوار اللؤلؤة. وهتف المتظاهرون ايضا باللغة الانكليزية قائلين "تسقط تسقط الحكومة"، و"يسقط يسقط خليفة". ورفع طفل جلس على كتفي رجل لافتة كتب عليها "الشعب يقول لا للحوار". وكان النظام البحريني سعى الى احتواء الحركة الاحتجاجية من خلال اعلان عزمه على اجراء حوار وطني، وعبر تلبية عدة مطالب تقدم بها المعارضون بينها سحب القوات الامنية من وسط المنامة واطلاق عشرات المعتقلين السياسيين الشيعة. وقبيل وصول المتظاهرين الذين قدرت المعارضة عددهم بحوالى 250 الفا الى دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 12 يوما، ادى مئات البحرينيين صلاة الجمعة عند الدوار. وقال المهندس ابراهيم علي (42 عاما) ان "محاولات ترويع المتظاهرين فشلت، فلا احد منا يخشى الدبابات والاسلحة، وسنفتح صدورنا للمواجهة"، فيما لم يظهر اي اثر للشرطة في المكان. واضاف "معظم الحاضرين يطالبون بتغيير النظام". ورفع علم كبير للبحرين كتب عليه "ساحة الشهداء" ولافتات تدعو الى الافراج عن الناشطين المعتقلين والى عدم التحاور مع "من يقتلنا بدم بارد". وقال رجل الدين عبد الجليل المقداد لفرانس برس بعدما القى كلمة في المصلين "نريد نظاما برلمانيا ديموقراطيا، نظام فيه انتخابات حرة يشكل حكومة جديدة". ورفض القول بان التظاهرات لها طابع مذهبي، موضحا "هل سمعتم احدا يتحدث بهتافات مذهبية؟ الناس هنا يطالبون بالديموقراطية وبالتوزيع العادل للثروة". وكان الديوان الملكي اعلن الجمعة يوم حداد رسمي على ارواح الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات. وجاء في بيان ملكي انه "نظرا للاحداث المؤسفة التي مرت على مملكة البحرين في الاونة الاخيرة والتي على اثرها فقدت المملكة عددا من ابنائها، وتعاطفا مع مصاب اهلهم، يعلن يوم الجمعة 25 شباط/فبراير يوم حداد رسمي". ووصف الامين العام لجمعية الوفاق الوطني المعارضة الشيخ علي سلمان الخطوة الملكية بانها "ايجابية". وكان ستة من كبار رجال الدين الشيعة اعلنوا في وقت سابق ان يوم الجمعة "يوم حداد عام على ارواح الشهداء الابرار". واعلن ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة الخميس لدى اجتماعه مع رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال مايكل مولن ان "اللجنة الخاصة التي امر بها لمعرفة الاسباب التي ادت الى الاحداث المؤسفة .. مؤخرا مستمرة في عملها". واكد المتحدث العسكري الاميركي جون كيربي لفرانس برس ان مايكل مولن حيا لدى اجتماعه مع الملك البحريني "الطريقة التي تعامل بها الملك وولي العهد مع الازمة". واشاد كذلك بطريقة "ادارة القيادة البحرينية للتغييرات التي تجريها لصالح الشعب". وقال المتظاهر احمد عبد الله (20 عاما) فيما كان عدد من المحتجين يؤدون الصلاة عند دوار اللؤلؤة "لا نريد اية مفاوضات". واوضح وهو يلوح بعلم البحرين "نريد خروج ال خليفة من البلاد".