حث رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك كوريا الشمالية على اغتنام الفرصة الجيدة المتوفرة لاستئناف المفاوضات بين الكوريتين. وكانت سيؤول قد اقترحت الحادي عشر من فبراير / شباط موعدا لاجتماع مجموعات عمل تمهيدا لانطلاق مفاوضات عسكرية بين الطرفين في وقت لاحق. وقال الرئيس لي إنه ينبغي اتخاذ كل الخطوات الكفيلة بخفض حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بما فيها استئناف العلاقات الاقتصادية بين الكوريتين وعقد قمة بين زعامتي البلدين. واضاف الرئيس الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية قد اثبتت صدقها وحسن نيتها وذلك في سعيها للحوار السلمي بدل التصعيد. وكانت كوريا الشمالية قد عرضت اجراء مفاوضات مع الجنوب في الاشهر الاخيرة، ولكن هذه العروض قوبلت بالتشكيك من جانب الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. فرصة طيبة وتطالب كوريا الجنوبية وحليفاتها الشمال بالاعتذار عن اغراقها المزعوم لسفينة حربية جنوبية في مارس / آذار الماضي وعن قصفها المدفعي لجزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في نوفمبر / تشرين الثاني. ولكن يبدو ان سيؤول تخلت عن هذا الشرط في الاسبوع الماضي، حيث نقل الاعلام عن مسؤولين كوريين جنوبيين بارزين قولهم إن مسألة الاعتذار منفصلة عن الحاجة الماسة لاستئناف المفاوضات حول برنامج بيونغيانغ النووي. وكانت الكوريتان قد اتفقتا على بحث موضوع الحادثتين – اللتين اسفرتا عن مقتل 50 كوريا جنوبيا – في المفاوضات العسكرية المرتقبة. وتقترح كوريا الجنوبية اجراء مفاوضات سياسية منفصلة بين الشمال والجنوب لتقييم وجهة نظر الشمال حول اصرار سيؤول وحليفاتها بأن يتخلص من اسلحته النووية. وقال الرئيس الكوري الجنوبي في كلمة متلفزة: سأحضر اجتماع قمة اذا كان ذلك ضروريا. بالنسبة لكوريا الجنوبية، نعنبر هذه فرصة مؤاتية لتغيير موقفها. ننوي اطلاق حوار عمل مع بيونغيانغ لاختبار جديتها. ومضى للقول: اذا كانت كوريا الشمالية تسعى الى حوار بناء وصادق بدل الاستفزاز العسكري، سيمكن اجراء حوار معها واستئناف العلاقات الاقتصادية وكذلك اجراء محادثات حول استئناف المفاوضات السداسية. وقال اعتقد ان هذه فرصة جيدة للشمال، خصوصا وانها رضيت بالدخول بحوار مع الجنوب في هذه المرحلة. من جانبها، تنفي بيونغيانغ انها اغرقت السفينة الحربية الجنوبية (تشيونان)، وتصر على انها انما قصفت جزيرة يونبيونغ الجنوبية في نوفمبر الماضي. وقد رحبت واشنطن باحتمال استئناف المفاوضات بين الكوريتين واصفة اياه بالتطور الايجابي ، ولكنها تواصل النظر الى نوايا بيونغيانغ بحذر. وكانت كوريا الشمالية قد انسحبت من المفاوضات السداسية الخاصة ببرنامجها النووي – والتي تشارك فيها كل من الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان – في ابريل / نيسان 2009 بعد اجرائها تفجيرا نوويا تجريبيا.