أريحا (الضفة الغربية) (رويترز) - اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قناة الجزيرة يوم الثلاثاء بتعريض حياته للخطر من خلال "حملة التشويه الشريرة" بزعم أنه قدم تنازلات كبيرة في محادثات السلام مع اسرائيل. وقال عريقات ان القناة التلفزيونية ومقرها قطر أساءت تقديم تصريحات له واختلقت تصريحات أخرى خلال تغطيتها "للاوراق الفلسطينية" وهو الاسم الذي أعطته لما تقول انه وثائق مسربة تظهر أن الفلسطينيين يقدمون تنازلات كبيرة لاسرائيل. وأضاف عريقات الذي ظل على مدى سنوات شخصية محورية في محادثات السلام "ما يفعله أصحاب الجزيرة هو أنهم يدعون الفلسطينيين لتصفيتي جسديا. هذا هو ما يفعلونه. انهم يقولون.. أنت مذنب وبالتالي ينبغي اعدامك." وتابع في مقابلة مع رويترز في مكتبه في مدينة أريحا بالضفة الغربية " أنا أتحدث بالنيابة عن نفسي وعن أسرتي.. انهم يحرضون على قتلنا." ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم قناة الجزيرة في قطر. وظهر عريقات خلال التغطية التي بثتها الجزيرة لما قالت انها 1600 وثيقة متصلة بعملية السلام في الشرق الاوسط. وبدأت القناة عرض الوثائق في وقت سابق هذا الاسبوع. وعرضتها أيضا صحيفة الجارديان البريطانية. وتحدى عريقات قناة الجزيرة ان تبحث عن وتعرض المواقف التفاوضية الرسمية للفلسطينيين بشأن القضية محل النزاع منذ أكثر من ستة عقود. وطلبت رويترز منه مزيدا من التفاصيل فقال انه يحتاج لموافقة قبل التحدث بشأن الموضوع. وأشار الى أن بمقدور قناة الجزيرة الحصول على المواقف التفاوضية من حكومة قطر الدولة الخليجية التي يقول الفلسطينيون انها بدأت "حملة" ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأحرق مؤيدون لعباس صورا لامير قطر في رام الله يوم الثلاثاء. ولقطر علاقات قوية بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وتعارض حماس مسعى عباس للتفاوض مع اسرائيل والوصول لاتفاق سلام معها. وعبر عريقات عن تشككه ازاء التوقيت الذي كشفت فيه الجزيرة عن الوثائق فقال "هناك من يريد دفع هذه المنطقة نحو الفوضى." ومعظم الوثائق التي أعلن عنها هذا الاسبوع تعود لمفاوضات جرت بين الفلسطينيين واسرائيل في عام 2008. وعملية السلام متوقفة حاليا بسبب خلاف على النشاط الاستيطاني. وعرضت الجزيرة يوم الاثنين وثيقة تنسب الى عريقات القول في العام الماضي ان الفلسطينيين عرضوا على اسرائيل عودة "عدد رمزي" من اللاجئين الفلسطينيين. وهناك نحو ستة ملايين لاجئ مشتتين في أنحاء الشرق الاوسط وغيره. وهم اللاجئون الذين نزحوا عن ديارهم في الحرب التي وقعت عام 1948 وأبناؤهم وأحفادهم. وأظهرت الوثائق ايضا أن الفلسطينيين قدموا كثيرا من التنازلات في القدسالشرقية. ولكن موقفهم الرسمي هو أن القدسالشرقية ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية التي يعتزمون انشاءها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وامتنع عريقات عن تحديد ما اذا كانت الوثائق أصلية. وقال ان بعض المعلومات التي أذيعت كانت حقيقية وبعضها فيه جزء من الحقيقة والبعض زائف تماما. وأضاف "هذه الوثائق انتزعت من السياق." واتهم الجزيرة بجمعها في اطار حملة هدفها تقويض القيادة الفلسطينية. واشار الى أن الجزيرة لم تستشره فيما اذا كانت هذه الوثائق حقيقية قبل نشرها. وقال "لا يوجد لدينا شيء اسمه.. المحاضر الرسمية الفلسطينية الاسرائيلية. لا يوجد.. حينما تجلس مع أشخاص وتكتب ملاحظات فهذه ليست مواقف. لا يمكنني أن أقف حارسا على شفاه أحد." وتابع قوله "في كل جلسة تفاوض حضرتها كان الشعار هو.. لا شيء متفق عليه الى أن يتم الاتفاق على كل شيء. وحتى الان لم يتم الاتفاق على شيء."