صدرت ادانات قوية عن شخصيات وجهات دولية لعملية الاغتيال التي اودت يوم الثلاثاء بحياة سلمان تسيير، حاكم ولاية البنجاب الباكستانية واحد اشهر السياسيين الليبراليين في البلاد. فقد عبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن اسفها لمقتل تسيير الذي وصفته باحد اقوى انصار التسامح في باكستان. اما بان كي مون الامين العام للامم المتحدة فقد وصف اغتيال تسيير بأنه خسارة لباكستان. وكان تسيير قد لقى مصرعه على يدي احد حرسه الذي كان غاضبا من معارضة الحاكم القتيل لقوانين التجديف السارية في باكستان. وكان تسيير، وهو احد كبار قادة حزب الشعب الباكستاني الحاكم، قد اغضب الاسلاميين مؤخرا بمطالبته بالعفو عن سيدة مسيحية حكم عليها بالموت بتهمة التجديف. وقالت كلينتون في تصريح اصدرته الثلاثاء: سنحت لي الفرصة للقاء الحاكم تسيير في باكستان، وقد اعجبت بعمله الهادف الى نشر روح التسامح والارتقاء بتعليم الاجيال الباكستانية الصاعدة. واضافت وزيرة الخارجية الامريكية في تصريحها: ان وفاته خسارة كبيرة، وان الولاياتالمتحدة ستواصل التزامها بمساعدة الحكومة الباكستانية والشعب الباكستاني في الجهود التي يبذلونها لاحلال السلام والاستقرار في البلاد. اما وزير الخارجية البريطانية وليم هيج، فقال إنه صدم بنبأ اغتيال تسيير. وقال وجيد شمس الحسن، السفير الباكستاني في لندن، لبي بي سي إن اغتيال تسيير كشف عن الانقسامات الموجودة في المجتمع الباكستاني. وقال السفير في مقابلة اذاعية: لقد اظهرت عملية اغتيال سلمان تسيير بأنه من الممكن جدا ان يتخذ السياسيون رهائن من قبل اقليات دينية صغيرة تستطيع ان تفعل ما تشاء. لن نسمح بذلك في بلدنا. سنتعامل معهم بشدة، إذ ما لم نخلص مجتمعنا من هؤلاء وما لم نطهر اجهزتنا الامنية منهم، لن تتحقق العدالة ابدا. وقال شهود ان تسيير البالغ من العمر 66 عاما اصيب بعدة عيارات نارية من بندقية آلية لدى عودته الى سيارته في سوق كوسار في العاصمة اسلام آباد. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن الحارس الشخصي لتسيير - ويدعى مالك ممتاز حسين قدري - قد اعترف بالجريمة. وقال مالك للصحفيين: قال القاتل إنه فعل ذلك لأن تسيير كان يؤيد التعديلات المزمع ادخالها على قانون التجديف. هذا ما قاله للشرطة بعد ان سلم نفسه. ولكننا نحقق لنرى ما اذا كانت هناك جهات اخرى متورطة في العملية. من جانبه، اعلن رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الحداد لثلاثة ايام، وطالب باجراء تحقيق فوري في الحادث. وسيجرى لتسيير، وهو من المقربين للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، تشييع رسمي في مدينة لاهور مركز اقليم البنجاب. وكان تسيير قد اشتهر مؤخرا بعد ان طالب بالعفو عن السيدة المسيحية آسيا بيبي التي حكم عليها بالموت لاهانتها المزعومة للنبي محمد. ويقول اصدقاء الحاكم القتيل إنه كان يعلم بأنه يعرض حياته للخطر بالدفاع عن بيبي. ويقول مراسل بي بي سي في اسلام آباد عليم مقبول إن تسيير كان واحدا من اهم الشخصيات السياسية في باكستان، وان اغتياله سيقوض استقرار البلاد. وقد خرج العشرات من انصار حزب الشعب الباكستاني الى شوارع لاهور ومولتان حال سماعهم بنبأ اغتيال تسيير، حيث احرقوا الاطارات واوقفوا سير المركبات احتجاجا على مقتله.