اعلن حاكم ولاية نيومكسيكو الاميركية بيل ريتشادسون اثر زيارة لكوريا الشمالية الثلاثاء ان العالم ينتظر من بيونغ يانغ "افعالا وليس اقوالا". وقال ريتشاردسون، الذي كان سفيرا لبلاده في الاممالمتحدة، في تصريح للصحافيين في مطار بكين "اعتقد ان الكوريين الشماليين يدركون انهم تصرفوا بسلبية كبرى مع المفاوضات وانهم قاموا باعمال سيئة جدا وهم يريدون (الان) التقدم في الاتجاه الصحيح". واضاف الدبلوماسي السابق الذي يعتبر مقربا من الرئيس الاميركي باراك اوباما، ان الكوريين الشماليين "وافقوا على المقترحات التي قدمتها لهم (...)، المطلوب منهم الان افعال وليس اقوالا". ووافقت كوريا الشمالية الاثنين على ان يعود الى اراضيها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفون مراقبة برنامجها النووي والذين طردتهم في نيسان/ابريل 2009. كما امتنعت بيونغ يانغ عن الرد على المناورات العسكرية بالذخيرة الحية التي اجرتها كوريا الجنوبية في جزيرة سبق للجيش الكوري الشمالي ان قصفها الشهر الماضي. وكان هذا القصف الاول من نوعه الذي يطاول مناطق مأهولة في شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) وقد اسفر عن اربعة قتلى بينهم مدنيان. واضاف ريتشاردسون "اهنئ الحكومة الكورية الجنوبية على ضبط النفس الذي تحلت به واؤكد على حقها في مواصلة إجراء مناورات عسكرية. كذلك اهنئ الحكومة الكورية الشمالية على عدم الرد. انها المرة الاولى التي تجري فيها خطوة في الاتجاه الصحيح لتخفيف التوتر، لكن يجب ان يتواصل هذا الامر". وتابع "فلننتهز هذه الفرصة، فرصة انهم لم يردوا وانهم وافقوا على عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى بيع الوقود النووي الممكن استخدامه لتصنيع اسلحة ذرية وانهم مستعدون لبيعه الى كوريا الشمالية". وكانت كوريا الشمالية عمدت في نيسان/ابريل 2009 الى ازالة جميع اجهزة المراقبة التابعة للمفتشين الدوليين من موقع يونغبيون النووي وطلبت من هؤلاء مغادرة اراضيها، لتجري في الشهر التالي تجربة نووية كانت الثانية لها. واشار ريتشاردسون الى انه التقى في بيونغ يانغ كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، اضافة الى قادة عسكريين ونائب رئيس البلاد. وقال "لقد لاحظت لديهم سلوكا براغماتيا، سلوكا اكثر واقعية. ربما ادركوا انهم يغرقون اكثر فاكثر في الورطة وانه حان الوقت للعودة واستئناف المفاوضات". وامضى ريتشاردسون خمسة ايام في كوريا الشمالية في زيارة بدعوة من كيم كيي-غوان، كبير المفاوضين الكوريين الشماليين في المحادثات المتعددة الاطراف حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. وسبق للسفير الاميركي السابق ان زار بيونغ يانغ مرتين في التسعينيات سعيا للافراج عن اميركيين اعتقلوا في هذا البلد، ومرة ثالثة في 2007 لاستعادة جثث جنود اميركيين قتلوا في الحرب الكورية.