انتقدت فنزويلا اعتزام الولاياتالمتحدة تعيين سفير سبق ان رفضته كراكاس قائلة ان تصريحات واشنطن بشأن هذه المسألة تنسجم مع سياسة العداء التي تنتهجها ضد كراكاس. وجاء احدث نزاع بعد يوم من موافقة اعضاء مجلس النواب الفنزويلي على السماح للرئيس الاشتراكي هوجو تشافيز بتجاوز البرلمان في اصدار القوانين والحكم بموجب مراسيم لمدة 18 شهرا. وندد منافسون معارضون لتشافيز ووزارة الخارجية الامريكية بهذه الخطوة بدعوى انها استبداد بالحكم. ويدور الخلاف بشأن السفير الامريكي لاري بالمر -الذي رشح في الاونة الاخيرة- منذ اغسطس اب عندما قال تشافيز انه لن يتم السماح للسفير بتولي هذا المنصب بسبب انتقاده لحكومة فنزويلا اليسارية. ونقلت تقارير لوسائل اعلام الاسبوع الماضي عن ارترو فالينزويلا -وهو مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية- قوله ان من المتوقع أن يصدق مجلس الشيوخ الامريكي على تعيين بالمر خلال الايام القادمة. وقالت فنزويلا في بيان "ترفض حكومة فنزويلا احدث التصريحات.. وتنبه الى انهم يصدقون على النهج التاريخي للتدخل والعدوان ضد الشعب الفنزويلي ومؤسساته وديمقراطيته." وقال البيان "اوضحنا في مناسبات متكررة لحكومة الولاياتالمتحدة ان من المستحيل بالنسبة لنا ان نقبله (السفير) بسبب خطورة أفعاله." واضاف البيان أن اصرار الولاياتالمتحدة على تعيين السفير يرقى الي ان يكون "استفزازا جديدا واظهارا لنفاق الصفوة التي تحكم ذلك البلد (الولاياتالمتحدة)." واثار بالمر حالة من الغضب في ادارة تشافيز عندما أبلغ عضوا بمجلس الشيوخ الامريكي ان الروح المعنوية في الجيش الفنزويلي متدنية وان من الواضح وجود علاقات بين اعضاء في حكومة فنزويلا وبين متمردي القوات الثورية المسلحة (فارك) في كولومبيا المجاورة. وجاءت تصريحاته في وقت حساس للغاية بعد ان اتهمت بوجوتا كراكاس بايواء المتمردين اليساريين في اراضي فنزويلا. ونفى تشافيز تلك المزاعم وقطع لفترة قصيرة العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا بسبب هذا الخلاف. وفي كلمة تلفزيونية قال تشافيز ان فنزويلا تعتقد انه "ملك امريكا اللاتينية" وان البرقيات الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس كشفت النوايا الشائنة للولايات المتحدة في شتى انحاء العالم. وقال تشافيز"اينما ترى سفيرا امريكيا شماليا ترى متآمرا ومخادعا وجاسوسا وكل هؤلاء الذين يعملون معه." وطلب تشافيز بعد ذلك من وزير خارجيته الامساك بالسفير الامريكي اذا وصل الى مطار فنزويلا الدولي. وكان تشافيز قد قال في باديء الامر انه يأمل بتحسن العلاقات مع الرئيس باراك اوباما ولكن سرعان ما تدهور ذلك ويستخدم الزعيم اليساري الان نفس اللجنة المنتقدة للحكومة الامريكية كما كان الحال من قبل. والولاياتالمتحدة هي اكبر مشتر للنفط الفنزويلي ولكن احتمالات حدوث اي وفاق دبلوماسي تبدو بعيدة على نحو متزايد بعد خطوة البرلمان بمنح تشافيز سلطات واسعة بالحكم بمراسيم. ويقول تشافيز انه بحاجة لهم لمعالجة اثار الفيضانات التي اجبرت نحو 140 الف فنزويلي على ترك منازلهم.