انتشرت صباح الجمعة في ابيدجان قوات الامن الموالية لاحد الرئيسين المعلنين في البلاد لوران غباغبو الذي دعاه الاتحاد الاوروبي الى التنحي ونقل السلطة الى خصمه الحسن وتارا. وتحدث مراسل لوكالة فرانس برس عن انتشار كثيف لرجال الدرك والجيش في حي ابوبو (شمال) الموالي للرئيس المعلن الثاني الحسن وتارا. وجاءت هذه التحركات غداة سقوط 11 قتيلا في اعمال عنف بين الجانبين، على ما افاد مراسل فرانس برس. وشاهد المراسل جثتين ملطختين بالدماء على احدى طرق الحي دون التمكن من تحديد اسباب وفاة الشخصين. وتقلص النشاط بشكل كبير في ابيدجان حيث تعطلت بشكل شبه كامل حركة السير بسبب توقف وسائل النقل العام. واقتصرت الحركة على بعض سيارات الاجرة. وفي حيي عجمي (شمال) ويوبوغون (جنوب معقل غباغبو) الشعبيين بدت حركة السير عادية لكن الانشطة محدودة ودوريات قوات الامن منتشرة في كل مكان. وقرب الفندق الذي يتخذ منه الحسن وتارا مقرا مع رئيس وزرائه غيوم سورو، تقيم القوات الموالية لغباغبو حاجزا يفرض تفتيشا على الداخلين اليه. ويرفض الجنود السماح بمرور السيارات بينما تمركزت دبابة مصوبة مدفعها باتجاه الفندق. وكانت معارك عنيفة جرت الخميس بين القوات الموالية لغباغبو والقوات الجديدة (حركة التمرد المسلحة سابقا التي يتزعمها سورو) من اجل السيطرة على هذا الحاجز الذي بقي في النهاية بايدي القوات الموالية لغباغبو. ورغم فشل مسيرته الخميس، ينوي معسكر الحسن وتارا الجمعة التوجه مجددا الى مقر الاذاعة والتلفزيون العاجي ومقر الحكومة في ابيدجان في محاولة لاخضاع نظام لوران غباغبو. وينتشر حول المقر الواقع في حي كوكودي الفخم ما لا يقل عن مئة من رجال الدرك والجيش والشرطة وتوقفت آلية مدرعة امام مدخله على ما شاهد مراسل فرانس برس. وفي هذه الاجواء المتوترة وصل رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الى ابيدجان في محاولة لايجاد حل للازمة السياسية الناجمة عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. وتوجه بينغ مباشرة من المطار الى حي بلاتوه الاداري حيث القصر الرئاسي الذي يحتله احد الرئيسين المعلنين لوران غباغبو. ويتوقع ان ينتقل بعد ذلك الى مقر الحسن وتارا الرئيس المعلن الاخر الذي اعترف به المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الافريقي. وفاز الحسن وتارا في هذا الاقتراع بحسب المجتمع الدولي وغباغبو بحسب المجلس الدستوري لساحل العاج. وتأكيدا لموقفه، حمل دعا الاتحاد الاوروبي الذين يعرقلون نقل السلطة سلميا الى الحسن وتارا "مسؤولية" الازمة في ساحل العاج، في اشارة الى لوران غباغبو بينما تدور اعمال عنف في البلاد. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان ان "المسؤولية النهائية في الازمة السياسية يتحملها الذين يعرقلون نقل السلطة سلميا الى الحسن وتارا". ودعت الاطراف الى "الاحتفاظ بالهدوء وضبط النفس" واعربت عن "القلق" من تصاعد اعمال العنف وعن الاسف لسقوط ضحايا في التظاهرات الاخيرة. كما دعا قادة الاتحاد الاوروبي جيش ساحل العاج الى الولاء "للرئيس المنتخب ديموقراطيا" الحسن وتارا. من جهته، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة في بروكسل ان لوران غباغبو، يجب ان يتنحى "قبل نهاية الاسبوع" والا فان اسمه سيدرج على لائحة المستهدفين بعقوبات الاتحاد الاوروبي. وصرح ساركوزي للصحافيين عقب القمة الاوروبية ان "مصير لوران غباغبو وزوجته في يديهما. اذا لم يتنح قبل نهاية الاسبوع عن المنصب الذي يحتله منتهكا ارادة شعب ساحل العاج فان اسميهما سيدرجا على لائحة العقوبات". وتابع ساركوزي ان "ما يجري في ساحل العاج غير مقبول اطلاقا (...) جرت انتخابات تحت مراقبة الاممالمتحدة التي صادقت عليها واكثر من ذلك اعترفت كافة الدول الافريقية بانتخاب الحسن وتارا". واخيرا دعت روسيا اطراف النزاع في ساحل العاج الى الامتناع عن اي اعمال عنف. وقالت الخارجية الروسية في بيان "نحن قلقون جدا لتصاعد العنف (...) وندعو اطراف ساحل العاج الى الامتناع عن القيام باي اعمال عنف". واضافت ان "موسكو تؤيد البحث عن حل سياسي سلمي يمكن ان يسمح بحلحلة الازمة الحالية والتوصل الى صيغة حل من اجل مصالحة وطنية". وكانت روسيا عرقلت الاسبوع الماضي اعلانا مشتركا في مجلس الامن الدولي حول ساحل العاج. وفي نيروبي اقتراح رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا اللجوء الى القوة لطرد غباغبو. وقال ان "شعب ساحل العاج توجه الى مراكز الاقتراع معتقدا ان الديموقراطية ستكون مجدية (...) وعلينا الا نتخلى عنهم". واضاف ان "غباغبو يجب ان يجبر على الرحيل حتى اذا تطلب الامر اللجوء الى القوة العسكرية". من جهتها، سمحت الولاياتالمتحدة بمغادرة موظفيها الدبلوماسيين غير الاساسيين من ساحل العاج بينما علق المكتب القنصلي في السفارة كل خدماته باستثناء الحالات العاجلة للاميركيين. وقالت الخارجية الاميركية ان التوتر شديد وانها "لا تستبعد شعورا معاديا لاميركا". وكان 4441 من سكان ساحل العاج لجأوا الى ليبيريا ومئتان آخرون الى غينيا منذ الدورة الثانية من الانتخابات. وتوقعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان يبلغ هذا العدد خمسة آلاف مطلع الاسبوع المقبل.