يصل المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الى المنطقة الاثنين لاجراء محادثات مع الاسرائيليين والفلسطينيين في اطار مساعي ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لاحياء عملية السلام. وتأتي زيارة ميتشل الاولى منذ قرابة ثلاثة اشهر، بعدما اقرت الولاياتالمتحدة بانها لم تتمكن من اقناع اسرائيل باعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة من شانه ان يتيح مواصلة محادثات السلام المباشرة. وسيلتقي ميتشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين ثم يتوجه الثلاثاء الى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. والاربعاء يتوجه عباس الى القاهرة لبحث الوضع مع دبلوماسيين من الجامعة العربية. وبعد انهيار المفاوضات المباشرة، يتوقع ان يطلب ميتشل من الطرفين عرض افكارهم في ما يتعلق بعملية السلام. وقالت زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني للاذاعة العامة من واشنطن حيث اجرت محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "الولاياتالمتحدة ستطلب اليوم الاستماع الى مواقف الطرفين". واضافت "ليس لدي شك بانه ستتم مطالبة الفلسطينيين بطرح مواقفهم على الطاولة، وبعد ذلك سنرى الفرق بين ما يقولونه علنا وما يقولونه في المجالس الخاصة". لكن صحيفة هآرتس الاسرائيلية قالت ان معظم الضغوط ستمارس على اسرائيل. وكتبت الصحيفة "القسم الاكبر من العمل سيكون في اسرائيل لان الفلسطينيين عرضوا مواقفهم حول كل القضايا الرئيسية: الحدود والامن والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات". وكانت كلينتون اكدت الجمعة في كلمة ان واشنطن تبقى ملتزمة بعملية السلام رغم الازمة وشجعت الطرفين على معالجة القضايا الجوهرية عبر مفاوضات غير مباشرة. وجاءت كلمة كلينتون بعد اسابيع من الجهود غير المثمرة لاقناع اسرائيل بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وكانت اسرائيل جمدت الاستيطان جزئيا في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر بموجب قرار انتهى العمل به في نهاية ايلول/سبتمبر، بعد اسابيع من بدء المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين لم تجر اية لقاءات بين الطرفين حيث رفض عباس اجراء اية محادثات طالما لم يتوقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي التي يرغب الفلسطينيون في اقامة دولتهم المستقبلية عليها. وعرضت واشنطن على اسرائيل مجموعة من الحوافز مقابل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة اشهر، الا ان محاولتها لم تنجح. وقالت ليفني، زعيمة حزب كاديما الوسطي، ان نتانياهو اكثر اهتماما بالمحافظة على ائتلافه المتشدد منه بتحقيق السلام. واكدت في تصريحها للاذاعة ان "نتانياهو اختار ائتلافه، واختاره من هذه الكتلة (اليمينية) التي تجعل من الصعب التوصل الى اتفاق .. وقد عرضت عليه خيارا مختلفا عدة مرات". واضافت "يبدو انه حين يتعين على نتانياهو الاختيار ما بين ائتلافه وبين السلام فانه يختار الاستمرارية السياسية". وخلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية الاحد، لم يعلق نتانياهو على وضع محادثات السلام، الا ان مكتبه نأى بنفسه عن التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر صحافي مع كلينتون الجمعة. وكان باراك صرح ان "القدس ستناقش في النهاية (...) القدسالغربية واليهود (الاحياء اليهودية) لنا والاحياء العربية التي يسكنها لاجئون لهم وحل تفاوضي للاماكن المقدسة". وقال مسؤول في مكتب نتانياهو لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته ان "تصريحات وزير الدفاع تم التعبير عنها من دون ادنى تنسيق مع رئيس الوزراء". واضاف ان هذه التصريحات "تمثل اراء معروفة منذ زمن طويل (لايهود باراك) لكنها لا تعبر طبعا عن وجهة نظر الحكومة". من ناحيتهم شكك الفلسطينيون في امكانية نجاح مساعي السلام الجديدة. وصرح المفاوض الفلسطيني محمد اشتية لوكالة فرانس برس ان "الولاياتالمتحدة اقترحت علينا مجددا مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، وهذا معناه انه ليس لديهم شيء يقدمونه". واستبعد اشتية ان تنجح هذه المفاوضات لان "المفاوضات بشكلها الثنائي يجب اعادة النظر بها. فعلى مدار 19 عاما من المفاوضات كانت العثرات اكثر من الانجازات، والمسار التفاوضي في تراجع مستمر ولا يتقدم".