عمد سكان منطقة في مدينة طرابلس شمال لبنان مساء السبت الى قطع طريقين بالحجارة والاطارات احتجاجا على استمرار استهداف المنطقة بالقذائف وذلك اثر انفجار قنبلة جديدة، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان "قذيفة من نوع انيرغا سقطت في قطعة ارض وسط ابنية سكنية قرابة الساعة العاشرة مساء (20,00 ت غ) في موقع قريب من الخط الفاصل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن". واضاف المصدر "لم يؤد انفجار القنبلة الى اصابة احد بجروح". وذكر ان "حوالى 500 شخص من سكان منطقة جبل محسن تجمعوا اثر ذلك قرب حاجر للجيش اللبناني وقاموا بقطع الطريق بالحجارة والاطارات المشتعلة". كما تجمع حوالى 100 شخص على نفس الطريق المؤدية الى باب التبانة "وعمدوا الى قطع الطريق بحاويات النفايات والاطارات". وقد استمر قطع الطريقين لحوالى الساعتين قبل ان ينتهي الاحتجاج وينتشر الجيش في المكان نتيجة اتصالات اجراها مسؤولون امنيون وسياسيون مع مسؤولين محليين، بحسب المصدر الامني. وحي باب التبانة ذو غالبية سنية، بينما حي جبل محسن ذو غالبية علوية. وفي بداية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي انفجرت قنبلتان في منطقة فاصلة بين جبل محسن وباب التبانة ما ادى الى اصابة شخصين بجروح. وفي آب/اغسطس الماضي، انفجرت قنبلتان في نقطتين فاصلتين ايضا بين باب التبانة وجبل محسن. كما انفجرت قنبلة في الموقع ذاته في بداية الاسبوع الحالي. وقال عضو المكتب السياسي للحزب العربي الديموقراطي الذي يمثل العلويين عبد اللطيف صالح لفرانس برس "نحن نطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها، وتحديدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان". واضاف "هل المطلوب ان ندفع ضريبة الدم وحدنا فقط؟". وقتل عشرات الاشخاص في حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2008 في مواجهات بين مسلحين من المنطقتين تزامنت مع احداث السابع من ايار/مايو في لبنان التي وقعت بين حزب الله الشيعي وحلفائه وتيار المستقبل السني وحلفائه، وقتل فيها حوالى مئة شخص. وتاتي الحوادث الامنية في شمال لبنان في وقت تشهد البلاد تجاذبا سياسيا حادا محوره المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق الزعيم السني رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. وتترقب البلاد صدور قرار اتهامي عن المحكمة يتوقع حزب الله ان يوجه اصابع الاتهام اليه. وقد حذر مسؤولون لبنانيون من امكانية حدوث فتنة في حال صدر قرار مماثل.