أقر حلف شمال الاطلسي خطة يوم السبت لتسليم السيطرة على الامن في أفغانستان للقوات الافغانية بحلول نهاية 2014 وقال الامين العام للحلف ان القوة التي يقودها الحلف ستنهي العمليات القتالية بحلول ذلك الموعد. لكن مسؤولين أمريكيين كبار شككوا فيما اذا كانت الولاياتالمتحدة القوة المهيمنة في الحلف الذي يضم 28 دولة ستنهي مهمتها القتالية الخاصة بها هناك قبل عام 2015 لان الرئيس باراك اوباما لم يحدد حتى الان موعدا لهذا. ويخشى بعض المسؤولين بحلف الاطلسي ان يؤدي تصاعد في أعمال العنف الى صعوبة الوفاء بالموعد الذي حدده الرئيس الافغاني حامد كرزاي لنقل المهام الامنية للقوات الافغانية وهي الخطوة التي ستبقي على عدد محدود من القوات الاجنبية للقيام بدور تدريبي وداعم للقوات الافغانية. ورغم المخاوف فقد أيد زعماء حلف الاطلسي الجدول الزمني لنقل المهام الامنية خلال قمة حضرها الرئيس الافغاني حامد كرزاي وممثلين عن 48 دولة لها قوات في أفغانستان. وقال اندرس فو راسموسن الامين العام لحلف الاطلسي "اليوم يمثل بداية مرحلة جديدة في مهمتنا في أفغانستان." وأضاف "لا أتوقع أن تقوم قوات (قوة المعاونة الامنية الدولية) ايساف بدور قتالي بعد عام 2014 شريطة بالطبع أن تسمح لنا الاوضاع الامنية بالتحرك بشكل يجعلنا نلعب دورا أميل لتقديم الدعم." وقال كرزاي في مؤتمر صحفي انه يعتقد ايضا ان عملية تسليم المهام الامنية والتي ستبدأ اوائل العام القادم قد تكتمل بحلول نهاية 2014. وأضاف كرزاي "نحن واثقون من انتقال (المهام الامنية) الى السلطة والقيادة والملكية الافغانية لانني وجدت اليوم التزاما قويا من المجتمع الدولي." غير ان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون حذر من ان عملية نقل المهام الامنية يجب ان يحددها الوضع الامني وليست الجداول الزمنية. وقال "لا توجد طرق مختصرة للسلام." وأثار المسؤولون الامريكيون الكبار ايضا الشكوك حول الموعد المستهدف لانهاء العمليات القتالية قائلين ان اوباما لن يحدد موعدا لانتهاء المهام القتالية الامريكية الا بعد مراجعة مدى التقدم الذي أحرز في الحرب هناك. وقال مسؤول "لم تتخذ الادارة (الامريكية) هذا القرار بعد." وينظر على نطاق واسع للحرب في أفغانستان على أنها تسير في اتجاه غير موات بالنسبة للولايات المتحدة وحلف الاطلسي وبأنها مشكلة سياسية يصعب على الرئيس الامريكي باراك اوباما حلها. وتريد دول كثيرة سحب قواتها تدريجيا مع تزايد عدم الرضا الشعبي عن الحرب. ويعتزم اوباما الذي أرسل 30 ألف جندي اضافي الى الحرب العام الماضي لمحاولة اخماد التمرد الذي تقوده طالبان البدء في سحب بعض القوات في يوليو تموز 2011. كما يؤيد جهود المصالحة مع طالبان. وقال راسموسن ان الاستراتيجية الجديدة لا تعني ان القوات الاجنبية المنتشرة في أفغانستان حاليا والبالغ عددها 150 الفا ستغادر جميعا بنهاية 2014. واضاف "دعونا نزيل اي شك بخصوص استمرار التزامنا. حرب أفغانستان ضد الارهاب لها اهمية استراتيجية وعالمية." وأضاف "اذا فكر أعداء أفغانستان في أنه يمكنهم الانتظار الى ان نغادر فان فكرتهم خاطئة. سنبقى حتى انجاز مهمتنا مهما استغرق ذلك من وقت." وجاء التدخل الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان ردا على هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وغزت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أفغانستان للاطاحة بحكومة طالبان التي رفضت تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وقتل أكثر من 2200 جندي أجنبي في أفغانستان خلال العقد المنصرم وأصبح معدل القتلى في تزايد. وتتوقف استراتيجية الانسحاب على جهود لزيادة عدد أفراد القوات الافغانية حتى يمكنها احتواء التمرد الاخذ في الاتساع ومن المستهدف ان يتجاوز عددها 300 ألف جندي بنهاية 2011. وتواجه كذلك عراقيل تتمثل في ارتفاع معدلات الفرار من الخدمة العسكرية بالاضافة الى النظر على نطاق واسع الى حكومة كابول على انها فاسدة للغاية وغير مستقرة ولا يمكنها الاستمرار طويلا بدون دعم عسكري اجنبي. وسيسعى حلف الاطلسي للحصول على مساعدة روسيا خلال محادثات في القمة مع الرئيس ديمتري ميدفيديف. وروسيا ليست عضوا في حلف الاطلسي وكانت عدوة له خلال الحرب الباردة. وخاضت موسكو حربا في أفغانستان من 1979 الى 1989 قبل ان تنسحب مهزومة من هناك. ولن ترسل روسيا قوات للانضمام الى القوة التي يقودها حلف الاطلسي ولكن من المتوقع ان تسمح بمرور العتاد العسكري عبر اراضيها وتوفير طائرات هليكوبتر متخصصة. وسيدعو حلف الاطلسي روسيا للاشتراك في نظام الدفاع الصاروخي الامريكي الاوروبي الذي يهدف الى توفير الحماية ضد هجمات بصواريخ طويلة المدى من الشرق الاوسط أو كوريا الشمالية. وقالت الشرطة البرتغالية يوم السبت انها اعتقلت 42 من المتظاهرين المناهضين لحلف الاطلسي بعدما سدوا طريقا قرب مكان انعقاد قمة الحلف ولكن لم ترد انباء عن وقوع اعمال عنف. من ديفيد برونستروم وتيموثي هيريتيج