قتل 15 متمردا الثلاثاء في ضربة صاروخية شنتها طائرات اميركية بدون طيار على مركز تدريب للمسلحين في وزيرستان الشمالية في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، معقل حركة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة، كما اعلن مسؤولون امنيون باكستانيون. ويأتي ذلك وسط تكثيف لهذه الهجمات في الاونة الاخيرة حيث قتل اكثر من 220 شخصا في حوالى 40 ضربة صاروخية منذ 3 ايلول/سبتمبر ما يثير استياء الحكومة الباكستانية التي تواجه انتقادات من الداخل. وقد صعدت الولاياتالمتحدة هجماتها بالطائرات بدون طيار وسط انتقادات لعدم تمكن باكستان من اطلاق هجوم بري في وزيرستان الشمالية حتى الان. واطلقت الطائرات الاميركية صواريخها على قرية غلام خان الواقعة على الحدود بين باكستانوافغانستان وعلى بعد 15 كلم شمال مدينة ميرانشاه، كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية. وقال مسؤول في اجهزة الامن لوكالة فرانس برس ان "15 متمردا على الاقل قتلوا بستة صواريخ اطلقتها طائرات اميركية بدون طيار على مجمع للناشطين وسيارة". واضاف ان "المتمردين كانوا يستخدمون المجمع للتدريب". واكد مسؤول في جهاز الاستخبارات وآخر في جهاز الامن في بيشاور الهجوم والحصيلة. وبعد الضربة تجمع متمردون حول المجمع المدمر وبدأوا عمليات البحث بين الانقاض فيما تم حفر قبور للقتلى في مقبرة قريبة، كما افاد مسؤولون محليون في الاستخبارات. والغالبية العظمى من الغارات التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار في باكستان استهدفت في الاونة الاخيرة هذه المنطقة القبلية الحدودية مع افغانستان. ولا يمكن التحقق من مصدر مستقل من حصيلة هذه الغارات ولا من حقيقة ما اذا كان ضحاياها من المقاتلين المتمردين. ولا تعترف الولاياتالمتحدة رسميا بشن غارات في باكستان، الا ان الجيش الاميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) هما الوحيدان اللذان يملكان هذا النوع من الطائرات في المنطقة. والاثنين اعلن المبعوث الاميركي الخاص الى افغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك انه من الضروري بالنسبة لهذين البلدين ان يجدا "هدفا استراتيجيا مشتركا" لهزم مختلف مجموعات المتمردن في المناطق القبلية الحدودية. وتعتبر ولاية وزيرستان الشمالية المعقل الابرز لحركة طالبان الباكستانية وقاعدة خلفية لمقاتلي حركة طالبان الافغانية الذين يشنون هجمات على القوات الافغانية وقوات الحلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان انطلاقا من الجانب الاخر للحدود. وتعتبر المنطقة معقلا لشبكة حقاني المتورطة في عدد من الهجمات في افغانستان لا سيما الهجوم الانتحاري الذي اسفر عن مقتل سبعة من عناصر الاستخبارات الاميركية "سي آي ايه" في كانون الاول/ديسمبر 2009 في خوست (جنوب شرق). وتزايد عدد الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية بدون طيار بشكل ملحوظ في الاشهر الاخيرة. ويقول المسؤولون الاميركيون ان ضربات الطائرات بدون طيار تعتبر فعالة جدا في الحرب على شبكة القاعدة وحلفائها الاسلاميين حيث ادت الى مقتل عدد من الاهداف البارزة بما في ذلك مؤسس حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود. لكن هذه السياسة تثير استياء الرأي العام الباكستاني الذي يعتبر العمل العسكري الاميركي على الاراضي الباكستانية انتهاكا للسيادة الوطنية. وقد تبنت حركة طالبان الباكستانية مسوؤلية عدد من الهجمات على قوافل امدادات لحلف شمال الاطلسي موجهة الى افغانستان، انتقاما لضربات الطائرات الاميركية بدون طيار، كما قالت. وحاولت واشنطن التخفيف من المشاعر المناهضة لاميركا السائدة في باكستان عبر زيادة المساعدة المدنية لمساعدة البلاد على تجاوز عواقب الفيضانات المدمرة التي شهدتها في الصيف، الى جانب مساعدات عسكرية ضخمة.