قتل ثمانية من جنود حلف شمال الاطلسي الخميس في افغانستان، خمسة منهم بانفجار عبوات يدوية الصنع، كما اعلنت قيادة الحلف في بيان، ليرتفع الى 589 عدد القتلى في صفوف الجنود الاجانب في هذا البلد خلال العام 2010. واعلنت القوة الدولية المساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للاطلسي ان ثلاثة جنود قتلوا بانفجار عبوة يدوية الصنع، سلاح طالبان المفضل، في غرب البلاد ورابع في الجنوب وخامس في الشرق دون كشف هوياتهم. وقتل جنديان لاحقا في معارك مع المقاتلين في جنوب البلاد. وقتل جندي ثامن في هجوم في جنوب البلاد، بحسب ايساف. واشار الجيش البولندي في وارسو الى ان احد جنوده من بين الجنود الذين قتلوا الخميس. وقضى هذا الجندي في كمين بولاية غزنة (شرق)، على ما ورد في البيان. وتتسبب العبوات اليدوية الصنع، سلاح المقاتلين المفضل الزهيدة التكلفة والسهلة الصنع والتي غالبا ما تزرع على حافة الطرقات، في سقوط 60% من القتلى في صفوف القوات الدولية. وسقط هؤلاء القتلى مجددا غداة يوم اسود على قوات الحلف الاطلسي شهد مقتل ستة جنود اميركيين، اربعة منهم بانفجار لغم يدوي الصنع. وبذلك يرتفع الى 589 عدد القتلى في صفوف الجنود الاجانب في النزاع الافغاني منذ بداية العام، في حصيلة تعتبر الاسوأ للقوات الدولية في تسع سنوات من الحرب، وذلك حسب تعداد وكالة فرانس برس استنادا الى موقع متخصص مستقل. واشارت ايساف الى ان ثلاثة عشر مدنيا قتلوا خلال الاسبوع الماضي، تسعة من بينهم قضوا في انفجار واحد ناجم عن قنبلة يدوية الصنع. وقد شهد العام 2009 سقوط 521 قتيلا اي اكبر عدد من القتلى في صفوف قوات الاطلسي التي تواجه منذ ثلاث سنوات اشتدادا في حدة هجمات مقاتلي طالبان. ويمكن مقارنة الوتيرة الحادة للخسائر في افغانستان خلال الاشهر الاخيرة باسوأ لحظات الحرب في العراق بين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو 2007. في حينها، ارسل الاميركيون تعزيزات عسكرية الى العراق وبداوا باعتماد استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد. وبالنسبة لافغانستان، حذر البنتاغون والحلف الاطلسي من ان عدد الجنود القتلى سيزداد تلقائيا بفعل ارسال الولاياتالمتحدة لقوات اضافية بشكل عاجل هذا الصيف وتصاعد وتيرة العمليات. وبموازاة ذلك، اطلق الرئيس الافغاني حميد كرزاي سياسة مد اليد ازاء المتمردين. فقد اكد الاحد انه يجري مفاوضات سرية مع طالبان "منذ بعض الوقت" من اجل وقف الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في بلاده. كما قرر مؤتمر دولي عقد حزيران/يونيو انشاء مجلس عال للسلام يهدف الى اطلاق حوار مع المتمردين ويضم 68 عضوا اختارهم الرئيس كرزاي. وبدا هذا المجلس عمله في السابع من تشرين الاول/اكتوبر. وكان مسؤول في الحلف الاطلسي كشف الاربعاء ان القوات الدولية سمحت في بعض الاحيان لقادة من طالبان بالتوجه الى كابول لاجراء مباحثات مع الحكومة الافغانية. الى ذلك، اشارت ايطاليا الاربعاء الى انها ترغب في انهاء الجزء العسكري من مهمتها في افغانستان بحلول نهاية العام 2011 للتفرغ "فقط" لاعمال تدريب القوات الافغانية. وتنشر ايطاليا نحو 3400 عسكري موجودين بشكل اساسي في غرب البلاد. ويقاتل اكثر من 150 الف جندي في افغانستان، معظمهم من الاميركيين، متمردي طالبان الذين يحاولون استعادة السلطة التي طردوا منها منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2001.