دعا ابرز ثلاثة مسؤولين اقتصاديين اوروبييين الثلاثاء بكين الى رفع "ملحوظ" لقيمة عملتها اليوان على رغم اعلان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الاثنين رفضه القاطع لهذا الموضوع. وقال رئيس وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر خلال مؤتمر صحافي "بالنظر الى الدور المهم للصين، نعتقد ان رفعا منظما، ملحوظا وشاملا لقيمة اليوان سيسمح بالمضي قدما نحو نمو اكثر توازنا، بما يصب في مصلحة الصين والاقتصاد العالمي". وادلى يونكر بهذه التصريحات بعد لقائه رئيس الوزراء الصيني، الى جانب رئيس المصرف المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه والمفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية اولي رين، على هامش القمة الاسيوية الاوروبية في بروكسل. واضاف يونكر "لا نزال نعتقد، وهذا لم يفاجئ اصدقاءنا الصينيين، ان تقييم سعر الصرف الفعلي الحقيقي للعملة الصينية يبقى ادنى من قيمته الفعلية"، معتبرا ان "رفعا لقمية العملة الصينية مقارنة باليورو، بطريقة تدريجية، سيكون مرحبا فيه". وقال "السلطات الصينية لا تشاطرنا تقييمنا (لليوان) لكنها ابدت حرصا على التذكير بانها لا تزال مرتبطة بالالتزام الذي قطعته في 19 حزيران/يونيو" في سبيل زيادة مرونة اليوان. وتابع "نحيي القرار الصيني يزيادة مرونة" سعر صرف اليوان، الا ان "المدى الاقصى لهذا القرار لم يتم اسغلاله بشكل كاف". وشارك يونكر في هذا الراي رئيس المصرف المركزي الاوروبي. وقال تريشيه "لقد اشرنا الى ان التقدم في مجال سعر الصرف الفعلي وبالمقارنة مع اليورو لم يتطابق تماما مع ما كنا نامله"، لافتا الى انه "من المهم جدا ان يتم التاكيد على الالتزامات التي قطعت في 19 حزيران/يونيو". واضاف "وبالتاكيد، هذا الامر يجب تقييمه خلال الاشهر المقبلة". وتطرق المسؤولون الاقتصاديون الاوروبيون الثلاثة ايضا الى المسالة الحساسة المتعلقة باليوان مساء الاثنين مع وزير المال الصيني وحاكم المصرف الوطني الصيني. وقامت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء بزيادة الضغط الاوروبي على الصين بشان عملتها. وقالت في تصريح للصحافيين ان "اسعار الصرف يجب ان تعكس اكبر قدر ممكن من الواقعية". وفي المقابل، دافع رئيس الوزراء الصيني الاثنين خلال افتتاح القمة الاسيوية الاوروبية عن اعتماد اسعار صرف "مستقرة نسبيا" بين العملات الكبرى في العالم، بما يعني بحكم الامر الواقع رفضا للدعوات برفع قيمة اليوان. وتتهم اوروبا والولايات المتحدة الصين بالتلاعب بقيمة عملتها بهدف دعم صادراتها، وتطلب منها رفع قيمة اليوان. ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتسلم في تشرين الثاني/نوفمبر رئاسة مجموعة العشرين (جي 20)، الى "نظام مالي جديد" في الاتحاد الاوروبي لمواجهة "الاختلال في التوازن" الحاصلة حاليا والتي تهدد برايه النمو. وهذا الامر يندرج ضمن اطار الاهداف التي وضعها للرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين اعتبارا من 12 تشرين الثاني/نوفمبر.