وصل وفد من الاتحاد الاوروبي الاثنين الى طرابلس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام مخصصة للتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية بعد ان اصبحت ليبيا ممرا رئيسيا للمهاجرين غير الشرعيين من افريقيا الى اوروبا. وفي اليوم الاول من زيارتها، التقت المفوضة الاوروبية لشؤون الهجرة سيسيليا مالمستروم وزميلها المسؤول عن اتفاقيات التعاون في الاتحاد الاوروبي مع جيرانه ستيفان فولي وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح العبيدي ووزير الخارجية موسى كوسى. والغي المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا عقده بعد الظهر. وقال مصدر اوروبي ان المحادثات مع الجانب الليبي استغرقت اطول من الموقت المقرر وستستانف لاحقا. واوضح المصدر ان المباحثات هدفها التمهيد للتوقيع على اتفاق حول جدول زمني للتعاون يشكل مختلف المجالات. وقال ستيفان فولي في بيان وزع على الصحافيين في طرابلس انه جاء الى ليبيا حاملا "عرضا لشراكة واسعة ستتيح للاتحاد الاوروبي دعم جهود الاصلاح في ليبيا من اجل الانتقال الى اقتصاد السوق وتحقيق التنمية المستدامة وسيادة القانون". وبدأت في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بين بروكسل وليبيا مفاوضات بهدف ابرام اتفاق شراكة. ولا تزال هذه المباحثات تتعثر خصوصا بسبب مسالة الهجرة غير الشرعية والتاشيرات. وفي بيان نشر في بروكسل في وقت سابق، اكدت المفوضية الاوروبية في بيان انه سيتم خلال الزيارة "ايلاء اهتمام خاص لدفع تعاوننا حول مسائل الهجرة ولا سيما تحسين حماية اللاجئين وكذلك مراقبة الحدود والتعاون مع دول الأصلية" للمهاجرين الذين يمرون بليبيا في محاولة لبلوغ الشواطىء الاوروبية عبر المتوسط. واضافت مالمستروم "ان اقامة تعاون متوازن مع ليبيا حول كل اوجه الهجرة يشكل اولوية مهمة بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي". وفي نهاية آب/اغسطس، واثناء زيارة الى ايطاليا، طالب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الاتحاد الاوروبي "بدفع خمسة مليارات يورو على الاقل في السنة" بهدف "وقف" الهجرة السرية و"تجنيب قيام اوروبا سوداء". وشددت الحكومة الايطالية، من دون الموافقة على هذا المبلغ، على ان يقوم الاتحاد الاوروبي بمساعدة ليبيا ماليا في هذا المجال. واعربت عن الامل في ان تبحث هذه المسألة خلال قمة اوروبية-افريقية تعقد في تشرين الثاني/نوفمبر في ليبيا. وتطلب طرابلس منذ وقت طويل تمويلات وتجهيزات لمراقبة حدودها البحرية والبرية. وسيزور الوفد الاوروبي الثلاثاء الكفرة، وهي منطقة خالية على بعد الفي كلم جنوب شرق طرابلس بين الحدود المصرية والتشادية والسودانية والنيجرية. وقال مسؤول اوروبي فضل عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس ان السلطات الليبية نظمت هذه الرحلة لكي يطلع الوفد الاوروبي على اتساع الحدود البرية وصعوبة مراقبتها.