لندن (رويترز) - واجه ركاب قطار أنفاق العاصمة البريطانية لندن صعوبة في الوصول لاماكن عملهم والعودة منها يوم الاثنين بعدما نظم العاملون في شبكة المترو اضرابا الا ان مسؤولي النقل قالوا ان الاضراب لم يشل المدينة. واضراب ما يصل الى عشرة الاف من العاملين في مترو أنفاق لندن هو الثاني خلال شهر في خلاف بشأن تسريح مزمع لنحو 800 موظف في مكاتب التذاكر بمحطات المترو والتي يقول مسؤولو شبكة الانفاق ان كثيرا منها يكاد لا يستخدم نظرا لشراء عدد متزايد من الركاب تذاكرهم عبر الانترنت او من اجهزة الخدمة الذاتية. ويمكن لبريطانيا ان تواجه زيادة في الاضطرابات في مجال الصناعة مع اعتزام ائتلاف المحافظين والديمقراطيين الاحرار الحاكم خفض الانفاق للحد من عجز قياسي في الميزانية في وقت السلم. وتعطلت معظم خطوط شبكة المترو -التي مر على انشائها 140 عاما وتنقل أكثر من مليار راكب سنويا- بشكل كامل أو جزئي بسبب الاضراب الذي بدأ في وقت متأخر يوم الاحد وهو الثاني من أربعة اضرابات مزمعة يستمر كل منها 24 ساعة. ولم يتعاطف مع الموظفين المضربين سوى القليل من ركاب المترو الذين وجدوا صعوبة في الوصول الى مقاصدهم في حين وصفت غرفة تجارة وصناعة لندن الاضراب بأنه "لعبة سياسية مشينة". وقال مسؤول في جامعة يدعى روجر لو (54 عاما) أثناء انتظاره حافلة تحت المطر "ما من حاجة لمكاتب التذاكر. كثيرون يفقدون وظائفهم هذه الايام... كان عندنا موظفو تذاكر في الحافلات قبل سنوات. ما الفارق في ذلك." وقال مسؤولو مترو أنفاق لندن انه جرى تشغيل 40 في المئة من الخدمات. وقال هوارد كولينز كبير مسؤولي التشغيل في مترو أنفاق لندن "فشلت نقابات العمال للمرة الثانية في اصابة لندن بالشلل. "على الرغم من تعطل معظم سكان لندن بعض الشيء.. فاننا معا وبالحافلات الاضافية والخدمات النهرية حافظنا على استمرار الحركة في لندن." ووصف بوريس جونسون رئيس بلدية لندن اضراب العاملين في مترو الانفاق بأنه "سياسي على نحو سافر" وقال في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنجهام انه لا يتعين ان يتمكن ثلاثة الاف شخص من "احتجاز مدينة مقابل فدية". وكان يشير بذلك الى عدد أعضاء نقابتي عمال السكك الحديدية والنقل البحري وموظفي النقل الذين صوتوا لصالح الاضراب. وشارك زهاء 1200 عضو من أصحاب الياقات البيضاء في رابطة موظفي النقل أيضا في التصويت. وحث جونسون الحكومة على دراسة قانون يقضي بمشاركة نسبة لا تقل عن 50 في المئة في الاقتراع على تنظيم اضراب. وطالب اتحاد الصناعات البريطانية وهو جماعة ضغط لاصحاب الاعمال بتحديث القوانين البريطانية ذات الصلة بالصناعة قائلا ان على النقابات العمالية ان تبلغ أكثر عن الاضرابات المزمعة وانه لابد من تمكين العمال من الاستماع لذريعة طرفي النزاع. وقال مسؤولو النقابات العمالية انهم يريدون اجراء محادثات مع جونسون وسيعلقون الاضرابات أثناء اجراء المحادثات. الا ان النقابات رفضت استئناف المفاوضات مادام اقتراح بالاستغناء عن 800 عامل ظل مطروحا على الطاولة. وقال مايك براون المدير الاداري لانفاق لندن "لن نسحب مقترحاتنا ولكننا سنستمع لاي مخاوف محددة متعلقة بالسلامة." وتعتزم نقابتا عمال النقل البحري والسكك الحديدية تنظيم اضرابين اخرين في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني و28 من نفس الشهر في حال عدم تسوية الخلاف واستمرار الحظر على العمل وقت اضافي.