أفاد تقرير أعده مختصون في فرجينيا تنشر نتائجه بالكامل يوم اثلاثاء بان أكثر من واحد من بين كل اربعة من قدامي المحاربين الامريكيين في حربي العراق وافغانستان في ولاية فرجينيا يقول ان اصابات في الرأس تتعلق بالمهام القتالية قد لحقت بهم وان ثلثين منهم اصيبوا بالاكتئاب. وقالت ماري بيث دونكنبرجر وهي من كبار مديري البرامج في معهد السياسات والحكم الرشيد والمشرفة على هذا التقرير في معهد فرجينيا تك ان الارقام الحقيقية قد تكون أكبر كثيرا. وقالت لرويترز ان كثيرين من قدامى المحاربين في العراق وافغانستان في مجموعات منتقاة قالوا انهم كانوا يخشون من الاعتراف بمعاناتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة خلال اجراءات تسريحهم من الخدمة العسكرية وذلك خشية ان يبعدهم ذلك عن اسرهم ويلحق الضرر بحياتهم العملية. واضافت "خلال اجراءات التسريح يتوق الجنود نوعا ما الى رؤية افراد اسرهم." ومضت تقول "واذا اعترفوا بانهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة فانهم يدركون انه قد تمضي بضعة اسابيع قبل ان يروا ذويهم لذا فانهم يميلون الى التقليل من حجم الاعراض التي يكابدونها." وقالت "كما ان جنودا في الخدمة يعزفون عن البوح بما في نفوسهم لانهم يخشون ان يؤثر ذلك على مسيرتهم المستقبلية في الجيش." واضافت " كما ان اولئك العائدين الى الحياة المدنية يخافون الا يقبل احد توظيفهم اذا علم انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة." وتولى برنامج مصابي الحرب في فرجينيا تجميع مواد هذا التقرير ويقوم بتشغيل هذا البرنامج ادارة خدمات قدامى المحاربين في فرجينيا وتم تقديم التقرير الى رويترز قبل نشره. وتوصل التقرير الى ان 66 في المئة من قدامى المحاربين في حربي العراق وافغانستان كانوا يعانون بدرجة ما من الاكتئاب وهم يلون في الترتيب مصابي حرب فيتنام. وافاد التقرير بان عشرة في المئة منهم يعانون من درجة عالية من الاكتئاب. وقال 13 في المئة انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة في حين قال 26 في المئة ان اصابات لحقت برؤوسهم تتعلق بالخدمة العسكرية. ويرجع الفضل الى حد كبير الى الدروع الواقية للجسم في حماية نسبة كبيرة من الجنود من الانفجارات والهجمات في هاتين الحربين بالمقارنة بحروب سابقة. وقال تقرير اصدرته مؤسسة راند عام 2008 ان ما يقرب من ثلث اعداد الجنود العائدين من حربي العراق وافغانستان كانوا يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة واصابات الراس والاكتئاب. كما شاعت ايضا معدلات مرتفعة من حالات الانتحار بين قدامى المحاربين الامريكيين. وتضمنت الدراسة التي اجراها معهد فرجينيا تك مقابلات مع أكثر من الفين من قدامي المحاربين في ولاية فرجينيا بما في ذلك محاربون قدماء من حربي فيتنام وكوريا. ومن بين 800 الف من قدامى المحاربين في الولاية خدم نحو 260 الفا منهم في العراق وافغانستان. وتوصل التقرير الى ان بواعث القلق الرئيسية بين المحاربين القدماء كانت صعوبة الوصول الى الخدمات الطبية والعلاج لاسيما في المناطق الريفية والنائية. وقالت دونكنبرجر "مبعث القلق الاكبر هو ان جميع المشاكل التي شوهدت حتى الان من اصابات الرأس واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب ربما تكون مجرد قمة جبل الجليد."