رغم عدم سماح القانون الأمريكي بتعدد الزوجات إلا أنه تغاضى عن ذلك في حالة جندي أمريكي تزوج بزوجة ثانية على زوجته الأولى بسبب إصابة الجندي بعوارض ما بعد الصدمة جراء مشاركته في الحرب في العراق. فقد أسقطت محكمة أمريكية تهمة تعدد الزوجات عن ويليام ريفييرا الذي أقدم على الزواج والإنجاب من امرأة ثانية، إلى جانب زوجته الأولى. وقالت "مارسيلا ريفييرا"، من ولاية ميسوري: إن القضاء رفض محاكمة زوجها "وليام" العائد من حرب العراق، بعد أن اكتشفت أنه متزوج من أخرى ولديه منها ولد. وذكرت ريفييرا أن زوجها كان قد هجرها وأولادها الخمسة قبل ذهابه إلى العراق، وقد انقطعت اتصالاتها به، حتى أخبرتها والدتها أنها شاهدته على برنامج تلفزيوني خاص بعيد العشاق "فالنتين" العام الماضي، وهو يتزوج عبر الشاشة من امرأة ثانية. توتر ما بعد الصدمة العراقية: وكان محامي وليام ريفييرا قد تقدم إلى القضاء بطعن طلب فيه رد الدعوة بحجة أن موكله مصاب بعوارض توتر ما بعد الصدمة، التي جعلته يتزوج من امرأة ثانية، وهو يظن أنه قد أقدم على الطلاق من مارسيلا. وردت مارسيلا على ذلك بالقول: إنها تقدمت بالفعل بطلب للطلاق من وليام، لكنها اتفقت معه على تعليقه والذهاب لمراجعة اختصاصي بالعلاقات الزوجية، بهدف الحفاظ على زواجهما لأجل أطفالهما. واتهمت مارسيلا زوجها ضمنًا باستغلال مرضه للزواج من امرأة ثانية قائلة: "هناك جنود يعانون بالفعل من توتر ما بعد الصدمة، لكنه (وليام) يستغل الأمر.. لقد تمكن من التلاعب بالنظام". وفق قولها. أعراض توتر ما بعد الصدمة: من جانبه، قال كلود غودري، الإداري العامل في المركز الطبي الأمريكي التابع لشؤون قدامى الجنود، إن هناك مجموعة من العوارض التي يجب تسجيلها قبل التأكد من إصابة الجنود بتوتر ما بعد الصدمة، وفي مقدمتها فقدان الذاكرة، وفقاً لشبكة كانساس سيتي نيوز. وأضاف غودري: "يصعب التعامل مع القضايا المرتبطة بالذاكرة لأنها قد تتداخل مع أمور طبية أخرى، فعلى المستوى الاجتماعي، يمكن أن يتعرض الجنود للكوابيس والقلق، ويعجزون عن العمل أو التعامل مع الناس.. وعندما يعودون من أرض المعركة فإن ردات أفعالهم العاطفية تكون مختلفة عن الآخرين". ورغم أن القانون الأمريكي لا يبيح تعدد الزوجات، غير أن ويليام بات بحكم القرار القضائي متزوج من اثنتين حتى يطلق واحدة منهما. تزايد الاضطرابات العقلية بين الجنود الأمريكيين في العراق: وقد أظهرت دراسة عسكرية أمريكية، أن قيادة الجيش الأمريكي تعاني من زيادة الانهيارات العصبية بين جنودها، وأن هذا الأمر أصبح يشكل معضلة كبيرة أمام الجيش الأمريكي الذي يخوض حربين في أفغانستان والعراق. وقالت الدراسة التي أعدتها وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون": إن خُمس الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق يعانون من اضطراب عقلي، كما أن حالات الانتحار بينهم ارتفعت من 115 حالة عام 2007م، إلى 143 حالة مماثلة عام 2008م. وأضافت: أن التوتر الناجم عن الصدمات النفسية هو الحالة المرضية الأكثر انتشارًا بين الجنود الأمريكيين، إلا أن الدراسات وجدت مشكلات طبية أخرى يعاني منها الجنود؛ مثل: الاضطراب النفسي والاكتئاب والإفراط في تناول المهدئات، مشيرة إلى أن الشباب بين 18 و24 عامًا هم الذين يتعرضون إلى خطر المعاناة من مشكلات عقلية. واستطردت أن شبح الانهيار النفسي للجنود الأمريكيين الذي رافق حرب فيتنام يعود من جديد إلى الولاياتالمتحدة مع حربيها في العراق وأفغانستان، حيث كان آخر فصل من فصولها قيام الرقيب "جون راسل" بقتل خمسة من رفاقه وجرح ثلاثة آخرين قبل أيام داخل قاعدة "كام ليبرتي" قرب مطار بغداد. ضغوط نفسية: وتعليقًا على إحدى حوادث الانتحار بين جنود الاحتلال الأمريكيين اعتبرت جامعة معنية بشئون المحاربين الأمريكيين في واشنطن الحادث ليس مفاجئًا، وأنه يجسد وطأة الإجهاد النفسي الذي تسببت به حربا العراق وأفغانستان، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يؤثر على أسر الجنود في الخارج. وكان البنتاجون فتح تحقيقًا عما إذا كان للجيش الأمريكي ما يكفيه من مؤسسات صحية معنية لمعالجة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون في العراق. الجنود العائدون من العراق يرتكبون جرائم بشعة ضد زوجاتهم: وكشف كتاب صدر حديثًا في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الآلاف من النساء الأمريكيات تعرضن خلال السنوات الخمس الماضية إلى القتل أو الضرب والاعتداء أو الترهيب من قبل أزواجهن أو خطبائهن من الجنود الذين شاركوا في غزو واحتلال العراق. ورصد الكتاب الذي صدر بعنوان "الجندي المنعزل" وقوع جرائم قتل متعدّدة لزوجات الجنود الأمريكيين العائدين من العراق. وكشف الكتاب أن هناك تجاهلاً إعلاميًا واجتماعيًا لتلك الجرائم التي أصبح في عداد الظاهرة التي لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها. تفنن في البشاعة: ونقلت مصادر صحافية أمريكية عن مؤلفة الكتاب "هيلين بنديكت" قولها: "إن عشرات الزوجات الأمريكيات تعرضن للشنق أو إطلاق النار أو قطع الرأس أو الأوصال، أو قُتلن عندما أحضر أزواجهن الحرب على الإرهاب إلى المنزل". وأشارت الكاتبة إلى أن هؤلاء النساء يشكلن عدداً من إصابات الحرب تساوي عدد آلاف الجنود الذين قتلوا أنفسهم بعد مشاركتهم في المعارك. كما كشفت دراسة من إعداد الأجهزة المختصة بالأمراض النفسية في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن هناك توجهًا من القيادة العليا للتهوين من فداحة المشاكل النفسية التي يعاني منها جنود قوات الاحتلال الأمريكية بعد أشهر من عودتهم من العراق وذلك خلال التقييم الطبي الذي يعقب إنهاءهم مهامهم. وأشارت الناشطة سيستي بانرمان المدافعة عن المرأة في تعليق على الكتاب نشرته شبكة "ومينز إي نيوز" إلى أن نسبة العنف المنزلي بين المحاربين القدامى في أمريكا بلغت رقمًا تاريخيًا، وذلك لأن أحد أعراض الاضطراب ما بعد الصدمة هو العنف الذي لا يمكن السيطرة عليه.