لاهور(باكستان)(رويترز) -انفجرت ثلاث قنابل في موكب شيعي في مدينة لاهور الباكستانية يوم الاربعاء الامر الذي ادى الى مقتل 20 شخصا على الاقل واصابة ما يربو على 170 اخرين وزاد الضغوط على الحكومة التي تتحمل بالفعل اعباء تتجاوز طاقتها بسبب الفيضانات. وقالت الشرطة ان مهاجمين انتحاريين فجرا نفسيهما في حشد بعد فترة توقف لاعمال العنف خلال الفيضانات في هجوم يشبه الهجمات التي أعلنت طالبان المسؤولية عنها في الماضي. وقال سجاد بوتا وهو مسؤول كبير في لاهور لرويترز ان عدد القتلى ارتفع الى 20 وهناك ما لا يقل عن 170 جريحا. وقالت خدمات الانقاذ ان 25 شخصا على الاقل قتلوا. وفي تحرك منفصل قالت وزارة العدل الامريكية ان المدعين اتهموا حكمة الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة بالتآمر لقتل سبعة من العاملين في وكالة المخابرات المركزية الامريكية في قاعدة أمريكية في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول. وقالت وزارة العدل ان محسود الذي يعتقد أنه موجود في المناطق الحدودية بباكستان اتهم أيضا بالتامر لقتل أمريكيين في الخارج والتامر لاستخدام أسلحة للدمار الشامل. وتؤكد الاتهامات أن مقاتلي حركة طالبان الباكستانية وسعوا من انتشارهم في الخارج. وقال شهود عيان ان حشدا غاضبا أضرم النار في مركز للشرطة بعد تفجيرات لاهور مباشرة واعتدى بالضرب على رجال الشرطة. وكثيرا ما يهاجم المتشددون السنة المؤيدون لطالبان الشيعة في اطار حملة لزعزعة استقرار الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وجاء استئناف أعمال العنف فيما استمر ملايين الباكستانيين يجدون مشقة في الحصول على الطعام والمياه بعد مرور أكثر من شهر على أسوأ فيضانات في تاريخ البلاد مما يزيد المخاوف على الاستقرار في البلاد. وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ان الفيضانات دمرت اقتصاد البلاد حيث من المتوقع أن يضر نقص شديد في الوظائف والتضخم المتزايد الدولة التي يعد استقرارها ضروريا للحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على المتشددين في كل من باكستانوأفغانستان. وقال جيلاني مقدما افادة في اجتماع لمجلس الوزراء "ألحقت الفيضانات ضررا بالاقتصاد قد يصل وفقا لبعض التقديرات الى 43 مليار دولار بينما تؤثر على 30 بالمئة من اجمالي الاراضي الزراعية." والزراعة هي الدعامة الرئيسية للاقتصاد حيث يعد القطن المحصول النقدي الرئيسي. والقطاع الزراعي مصدر رئيسي للتوظيف. وتأمل باكستان التي تواجه احتمال أن تعاني من الام اقتصادية على المدى الطويل في أن يخفف صندوق النقد الدولي شروط قرض قيمته 11 مليار دولار. ويجتمع مسؤولون من باكستان والصندوق في واشنطن لبحث سبل التصدي لاثار الفيضانات. وقال جيلاني "ستترجم هذه الخسائر الاقتصادية الى فقدان هائل للوظائف مما يضر بدخول الاف العائلات الامر الذي قد يكون له اثار اجتماعية خطيرة." وتتعرض حكومة جيلاني لانتقادات عنيفة لبطء استجابتها للكارثة. وتولى الجيش الباكستاني جهود الاغاثة ولكن الجمعيات الخيرية الاسلامية وبعضها على صلة بالمنظمات المتشددة تصدت أيضا للامر مما أثار مخاوف من أنها قد تستغل الغضب العام. وأضافت الولاياتالمتحدة حركة طالبان الباكستانية رسميا يوم الاربعاء الى قائمتها الخاصة بالمنظمات الارهابية الاجنبية التي تخضع لعقوبات اقتصادية وقيود خاصة بالسفر. وطالبان الباكستانية تحالف لجماعات اسلامية متشددة تعمل انطلاقا من شمال غرب باكستان. وللحركة صلات بالقاعدة وجماعات في البنجاب ويشتبه بأنها المسؤولة عن معظم التفجيرات والهجمات الانتحارية في شتى انحاء باكستان. وقال الجيش قبل أن تضرب الفيضانات مساحات كبيرة من البلاد انه حقق مكاسب كبيرة ضد طالبان. وقال مسؤولون يوم الاربعاء ان ما يصل الى 62 من المتشددين وأقاربهم ومدنيين اخرين لا صلة لهم بالمسلحين قتلوا في غارات شنتها طائرات السلاح الجوي الباكستاني. وحثت واشنطنباكستان مرارا على استهداف مخابئ المتشددين قائلة ان هذه ساعدت على تعزيز التمرد الافغاني الذي وصل الان الى أعنف مستوياته. وتقول باكستان انها تفعل ما في وسعها لمحاربة المتشددين. وفي اختبار اخر للعلاقات بين البلدين قال الجيش الباكستاني يوم الاربعاء انه ألغى محادثات مع مسؤولين بالجيش الامريكي بعد أن اضطر وفد عسكري موفد الى واشنطن للخضوع لفحص أمني "لا مبرر له" في المطار. وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني ان تعافي باكستان من الفيضانات وما يصاحبها من مخاطر من المياه المحملة بالامراض والمتشددين الذين يستغلون الاوضاع قد يستغرق سنوات. وأضاف بعد زيارة لمعسكر للمساعدات "الخطر دائما أن يكون لديك جماعات لها دافع خفي والتي تقدم المساعدة في محاولة للتملق." (شارك في التغطية ذي شأن حيدر وأوجستين أنتوني في اسلام اباد وكريس اولبريتون وريبيكا كونواي في بابي وسفيتلانا كوفاليوفا في ميلانو وأندرو كين وجيرمي بيلوفسكي في واشنطن)