تطرح تركمانستان وافغانستان من حين لآخر مشروعهما الذي يقضي بانشاء انبوب للغاز يمر عبر الاراضي الافغانية لتغذية الاقتصادين الباكستاني والهندي، لكن هذا المشروع لا يتمتع في الظرف الحالي بفرص كبيرة للنجاح. ولفت ايفان فاغنبوم المحلل في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز ابحاث اميركي، الى ان البلدين "يودان مبدئيا القيام بامور كثيرة، لكنهما في الواقع لا يستطيعان ذلك على الارجح ولن ينفذاه بكل تأكيد". وقد ابصر مشروع انبوب الغاز تابي (تركمانستان-افغانستان-باكستان-الهند) النور للمرة الاولى في 1995 بمبادرة تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، وباكستان. لكن الحرب الاهلية الافغانية التي تلت رحيل القوات السوفياتية من البلاد في 1989 كانت مستعرة انذاك ولم تتحقق هذه الفكرة. وفي نهاية المطاف، تحديدا في العام 2002 بعد طرد طالبان من الحكم في كابول اثر التدخل العسكري الاميركي، وقعت الحكومات الاربع اتفاقا لبناء هذا الانبوب على طول 1700 كلم لامداد باكستان والهند وافغانستان بالغاز التركماني. لكن اشتداد تمرد طالبان نال مرة جديدة من هذا المشروع الطموح المدعوم من الولاياتالمتحدة. ويفترض ان يزود الانبوب سنويا بنحو 30 مليار متر مكعب من الغاز المستخرج من حقول جنوب شرق تركمانستان. وتشغيله سيكون له انعكاسات مالية مهمة على كابول بفضل نفقات العبور. واذا حصل المشروع على تمويلات البنك الاسيوي للتنمية فان انجازه يرتهن بشكل وثيق باستقرار الوضع في افغانستان. وفي الواقع يفترض ان يمر الانبوب بحسب مشروع ترسيمه في مناطق افغانية تعد حاليا من المناطق الساخنة الحساسة جدا مثل ولايتي قندهار وهلمند. لكن الهند وباكستان المتلهفتين للطاقة متمسكتان بهذا المشروع على غرار تركمانستان التي تسعى الى تنويع طرق تصديرها للغاز الذي ما زال يرتبط حاليا الى حد كبير بالمنظومة السوفياتية لانابيب الغاز الخاضعة لسيطرة روسيا. الى ذلك فان عشق اباد وموسكو اختلفتا العام الماضي خلال نزاع على الغاز. واليوم الاثنين من المفترض ان يتوجه وزير الصناعة والنفط والغاز التركمانستاني بيرمغلدي نديروف الى كابول لبحث المشروع ولتوقيع اتفاقية بغية التوصل الى اتفاق على بناء انبوب الغاز بحسب التلفزيون التركماني. وقد اتفق رئيس تركمانستان قربان قولي بردي محمدوف ونظيره الافغاني حميد كرزاي الاسبوع المنصرم خلال اتصال هاتفي على الالتقاء في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر في نيويورك واعادة اطلاق هذا المشروع. وبعد بضعة ايام قرر وزيرا الخارجية التركمانستاني والباكستاني عقد اجتماع لجنة لادارة انبوب الغاز الشهر المقبل في العاصمة التركمانية. واكد متحدث باسم الرئاسة الافغانية من جهته ان كابول مستعدة لضمان امن الانبوب الذي سيكون مصدر "ارباح هائلة لافغانستان". وقال المتحدث سيامانغ هراوي لوكالة فرانس برس "لدينا خطة واضحة لامن انبوب الغاز هذا، فان توصلت جميع الاطراف المعنية في هذا المشروع الى اتفاق، فاننا سنبذل قصارى جهدنا لتوفير امنه". وقال مسؤول في وزارة الصناعة والنفط والغاز التركمانية طالبا عدم كشف اسمه "ان انشاء انبوب غاز مشترك يربط (...) بين الدول الاربع سيساعد على تفاهم متبادل افضل وعلى بناء ثقة افضل بينها".