دعا الرئيس الموريتاني والرئيس الدوري الجديد للاتحاد الافريقي محمد ولد عبد العزيز الاحد في نواكشوط دول الساحل الافريقي الى التنسيق امنيا في المنطقة لمواجهة المجموعات المسلحة التابعة خصوصا للقاعدة. وعقدت في موريتانيا قمة افريقية مصغرة الاحد ضمت الى جانب الرئيس الموريتاني كلا من الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا ورئيس النيجير محمد ايسوفو ورئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري والرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو. وقال الرئيس الموريتاني في كلمته الافتتاحية "ان التحديات التي نواجهها تتطلب في المقام الاول نظرا لبعدها العابر للحدود تضامنا قويا بين بلداننا فينبغي لنا على الفور تعزيز سياساتنا وتنسيقنا الامني". كما اعتبر ان "الحرب على الارهاب والجريمة المنظمة تستدعي يقظة مستمرة وعملا مشتركا طويل النفس" مضيفا ان "تجذير الديموقراطية وتعزيز دولة القانون وترقية الحكامة الرشيدة تظل بلا شك اهم واق ضد غواية التطرف". وراى ايضا ان "العلاقة بين الامن والتنمية وثيقة فلا تنمية مستدامة من دون امن ولا امن مستقرا من دون تنمية حقيقية". وينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في العديد من دول الساحل. وشهدت مالي نشاطا مكثفا لتنظيمات تابعة للقاعدة خلال العامين 2012 و2013 مع العلم ان مالي الشاسعة المساحة لها حدود مع سبع دول بينها موريتانياوالجزائر والنيجر وبوركينا فاسو. وتمكنت تنظيمات اسلامية متطرفة من السيطرة على شمال مالي لفترة قبل تدخل فرنسي افريقي طردها من هذه المنطقة. ولكن قبل ازمة مالي وخلال العامين 2010 و2011 شنت موريتانيا حملات عسكرية استهدفت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في الاراضي المالية وصفتها بانها "وقائية". وكان الرئيس المالي في تلك الفترة امادو توماني توري، الذي اطيح به عام 2012، متهما بمحاباة الاسلاميين. وفي نيسان/ابريل 2010 ولجعل التنسيق افضل ضد القاعدة انشأت ماليوموريتانيا والنيجر والجزائر لجنة مشتركة لقيادة الاركان اتخذت مقرا لها في تمنراست في جنوبالجزائر مع مركز استخباراتي في الجزائر العاصمة. وتجتمع هذه اللجنة مرتين في السنة الا انها لم تقم حتى الان باي عمليات عسكرية مشتركة. وتبدو الجزائر الغائبة الكبرى عن هذه القمة خصوصا انها تملك خبرة كبيرة في مجال مكافحة الارهاب، في حين ان تشاد بدأت تفرض نفسها كمحاور اساسي في هذا المجال لتدخلها العسكري المباشر في شمال مالي. واضاف الرئيس الموريتاني "ينبغي ان نسجل بارتياح تحرير شمال مالي وعودة المؤسسات الدستورية في هذا البلد الشقيق بفضل دعم جميع شركائه". وبعد ان اشاد بمشاركة قوات من دول الساحل في القوة الدولية في مالي وجه تحية خاصة الى الجنود التشاديين حيث قال "سيحفظ التاريخ المعاني الرفيعة لتضحيات الضباط والجنود التشاديين البواسل الذين اخرجوا العصابات المسلحة التي تعيث فسادا في شمال مالي من اوكارها". واذا كانت موريتانيا لم ترسل قوات الى مالي فانها اكدت على تحصين حدودها بمواجهة "العصابات المسلحة". انمائيا قال الرئيس الموريتاني "يجب ان يحظى مجال البنى التحتية خاصة والنقل والطاقة باستثمارات هامة لتحقيق نمو في النشاط الاقتصادي من خلال بروز حقيقي لسوق داخلية ذات بعد اقليمي". واكد مصدر دبلوماسي موريتاني ان هذه القمة ستنهي اعمالها مساء الاحد.