خطف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاضواء في حفل تأبين نلسون مانديلا الذي حضره عشرات الآلاف وشكل تجمعا لا سابق له لكبار قادة العالم. ووصف الرئيس الاميركي مانديلا بانه "احد عمالقة التاريخ"، ولم يتردد في انتقاد القادة الكثر الذين "يقولون انهم متضامنون مع معركة مانديلا من اجل الحرية لكنهم لا يتقبلون اي معارضة من قبل شعوبهم". وقال اوباما الذي صفق له الحشد طويلا "يصعب الاشادة برجل (...) والاصعب عندما يكون احد عمالقة التاريخ وقاد الامة الى العدالة". وعلى المنصة في مكان غير بعيد عنه، جلس ممثلو النظام الصيني او رئيس زيمبابوي روبرت موغابي اللذان يوجه اليهما الغرب باستمرار انتقادات بسبب ادائهما في مجال حقوق الانسان. وشكلت مصافحة بين اوباما والرئيس الكوبي راوول كاسترو مفاجأة كبيرة على المنصة الرسمية. وقال احد مستشاري الرئيس الاميركي ان اوباما هو من اتخذ مبادرة هذه المصافحة ليبرهن مجددا على رغبة في كسر الجليد بينما العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ الستينات.وبدأ حفل التأبين حوالى الظهر (10,00 تغ) بتأخير ساعة عن الموعد المحدد. لكن منذ الساعة السابعة كان الآلاف قد اتخذوا اماكنهم في المدرج الواقع في سويتو وهم يغنون تحت امطار غزيرة اناشيد تعود الى عهد الميز العنصري عندما كان بطلهم مانديلا مسجونا. وروى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عند وصوله الى الملعب "اقترحوا علينا ارتداء ربطة عنق سوداء". واضاف "لكن عندما نسمع هذه الهتافات وعندما نرى اجواء الاحتفال السائدة نتأكد ان اهل جنوب افريقيا يريدون وداع هذا الرجل العظيم وكذلك الاحتفاء بحياته وارثه". وبدأ الحفل بالنشيد الوطني لجنوب افريقيا، ثم تعاقبت الخطب والاغاني. وقال الامين العام للامم المتحدة من جهته ان "جنوب افريقيا فقدت ابا والعالم فقد صديقا عزيزا واخا". واضاف ان "نلسون مانديلا دلنا على طريق بقلب اكبر من هذ المدرج وابتسامة معدية يمكن ان تشعل الاضواء". وتابع بان ان مانديلا "كان يكره الكراهية (...) واظهر قوة الصفح وقدرتها على توحيد الناس". وقامت منسقة المؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الحاكم) بعد ذلك بغناء النشيد الوطني مع الحشد الذي كان يردد مقاطع منه. وقد قوبل رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بصيحات استهجان مع بداية مراسم التأبين. وفي لقطات بثها تلفزيون جنوب افريقيا، صدرت صيحات استهجان عن مجموعات من انصار "مناضلون من اجل الحرية الاقتصادية" (ايكونوميك فريدوم فايترز)، حزب الرئيس السابق لشباب المؤتمر الوطني الافريقي جوليوس ماليما المناهض جدا لزوما، الذي يعبئ خصوصا الشباب العاطل عن العمل والذي غالبا ما تكون جماهيره غير منضبطة. وعندما بدأ زوما يلقي خطابه، غادر قسم من الجمهور المدرج. وتعهد زوما في هذا الخطاب "بمواصلة" عمل نلسون مانديلا من اجل جنوب افريقيا "ديموقراطية (...) وخالية من الفقر"، مشددا على الطابع "الفريد" لابي "امة قوس قزح". وكرر مرات عدة "لا احد مثل ماديبا، كان فريدا". وتابع "على شرفه، سنواصل التزامنا بناء امة اساسها القيم الديموقراطية والكرامة البشرية والحرية". لكن حشود ستاد سوكر سيتي صفقوا ترحيبا بالرئيس السابق ثابو مبيكي، الذي دفعه زوما الى التنحي عن الحكم في 2008- ونائب الرئيس غاليما موتلانتي الذي ترشح ضد زوما لقيادة المؤتمر الوطني الافريقي.