يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء في كوريا الجنوبية الى اتفاق حول مشروع طريق تجارية جديدة تربط اسيا باوروبا بالقطار ويفترض ان تمر عبر كوريا الشمالية. ويشمل المشروع الطموح "طريق حرير حديدية" توحد شبكتي سكك الحديد الكوريتين وتربطهما باوروبا عبر خط القطار العابر لسيبيريا. لكن المشروع يواجه عقبات سياسية ضخمة نظرا الى هشاشة العلاقات بين الكوريتين والصعوبات التي يواجهها المجتمع الدولي لاحتواء طموحات كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية. في كلمة القاها بوتين في مؤتمر لرجال اعمال روس وكوريين جنوبيين في اثناء زيارته التي تستغرق يوما، اقر بالصعوبات التي يواجهها المشروع لكنه اكد انها اقل بكثير من مكاسبه المحتملة. وصرح بوتين "آمل في حل المشاكل السياسية في وقت مبكر، نظرا الى ان كوريا الجنوبيةوكوريا الشماليةوروسيا ستحصد مكاسب اقتصادية كبرى عند انتهاء" المشروع، وحث المستثمرين الكوريين الجنوبيين على المساهمة فيه. وتابع "هذا المشروع، ان انجز، سيسهم بشكل كبير في احلال السلام والاستقرار في شبه القارة الكورية". اتخذت روسيا خطوة اولى في ايلول/سبتمبر عندما انهت سكة حديد بطول 54 كلم من مدينة خاسان على حدودها الجنوبية الشرقية الى ميناء راجين الكوري الشمالي. ويقع ميناء راجين في اقصى الشمال الشرقي حيث تلتقي حدود كوريا الشماليةوروسياوالصين ويوفر مرفأ دافئ المياه لجارتي الشمال العملاقتين. ويريد بوتين مد خط سكة الحديد هذا عبر كوريا الشمالية خلال اخر حدود ناجمة عن الحرب الباردة نزولا الى ميناء بوسان جنوبي كوريا الجنوبية. وتشير معلومات صحافية الى ان روسيا تريد حصول سيول على 34% من المشروع وموسكو 36% وبيونغ يانغ 30%. وتم اقتراح مجموعة الحديد العملاقة بوسكو ومشغل القطارات كوريل وشركة هيونداي روتيم كاعضاء محتملين في كوسنورسيوم يتولى حصة كوريا الجنوبية. وفي اثناء زيارة بوتين وقع الطرفان مذكرة تفاهم دعما للمشروع لكن الخبير الروسي في شؤون كوريا الشمالية اندري لانكوف الذي يدرس في جامعة كوكمين في سيول اعرب عن "شكوك كبرى" في المشروع برمته. وصرح لانكوف لفرانس برس ان "الفكرة بحد ذاتها منطقية بالكامل من منطلق تجاري واقتصادي (...) لكن من الواضح انها ستكلف مليارات الدولارات"، متسائلا "من من الشركات سيجازف بهذا القدر من الاستثمار مع كوريا الشمالية وسط الاجواء السائدة؟". واضاف "انا واثق من اهتمام كوريا الشمالية، لانه ما ان يبدأ المشروع حتى يوفر لبيونغ يانغ مجالا جديدا تستخدمه للتلاعب بالاخرين والضغط عليهم". واشار لانكوف الى ان المخاطر المالية والسياسية نفسها تنطبق على مشاريع لبناء انبوب لتزويد الكوريتين بالغاز الطبيعي الروسي. ويلفت المحللون الى سابقة منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة التي تديرها الكوريتان معا، واغلقتها بيون يانغ من طرف واحد في نيسان/ابريل مع احتداد التوتر العسكري. واعيد فتح المنطقة في ايلول/سبتمبر لكن اصحاب المصانع الكوريين الجنوبيين اكدوا خسارة ثروات في فترة الاغلاق. واثير موضوعا سكة الحديد والغاز في محادثات بوتين مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون-هاي. كما بحثا في كوريا الشمالية النووي والمؤشرات الى تقدم بيونغ يانغ على جميع الجبهات للحصول على قوة ردع نووية كبيرة بالرغم من عقوبات الاممالمتحدة. وتشارك روسيا في محادثات مجموعة الست حول برنامج كوريا الشمالية النووي الى جانب الصين والولايات المتحدة واليابان والكوريتين. وتضغط الصينوكوريا الشمالية من اجل استئناف الحوار وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع بارك ان موسكو تحبذ ايضا "استئنافا مبكرا" للمحادثات. وتشترط سيول وواشنطن ابداء بيونغ يانغ التزاما صادقا بنزع السلاح النووي.