قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه سيجري تطعيم أكثر من 20 مليون طفل في سوريا والبلدان المجاورة ضد مرض شلل الأطفال في محاولة لوقف تفشي المرض عقب عودته للظهور هناك بعد 14 عاما من انحساره. وذكرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أن حملة التطعيم الشاملة ضد شلل الأطفال الذي يمكن أن ينتشر بسرعة بين الصغار بدأت بالفعل في منطقة الشرق الأوسط بعد أسبوع من إعلان المنطقة حالة طواريء متعلقة بالمرض. وتهدف الحملة إلى تطعيم نحو 20 مليون طفل على عدة جرعات في سبع دول ومناطق وستكون أكبر حملة تطعيم مجمعة في الشرق الأوسط. وعرقلت الحرب الأهلية في سوريا وانتقال اللاجئين في المنطقة التطعيم في السنوات القليلة الماضية. وقال بيتر كراولي مسؤول مكافحة شلل الأطفال في يونيسيف في بيان "تفشي شلل الأطفال في سوريا ليس مأساة فقط للأطفال وإنما تحذير عاجل وفرصة مهمة للوصول إلى كل الأطفال المحرومين من التطعيم أينما كانوا." وذكر أن الحالات التي ظهرت في الآونة الأخيرة في سوريا والتي أكدتها منظمة الصحة الأسبوع الماضي يجب "أن تدق جرس انذار مدويا للدول والمجتمعات بأن ظهور شلل الأطفال في أي مكان تهديد للأطفال في كل مكان." وقالت سونا باري المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن الحملات المتكررة ستستغرق ستة أشهر للوصول إلى 22 مليون طفل. وقالت في مؤتمر صحفي في جنيف "ستحتاج إلى فترة مكثفة للغاية من العمل لزيادة المناعة في منطقة تعاني من الصراع في بعض المناطق وأيضا من تنقلات كبيرة للسكان." وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أول ظهور للمرض في سوريا منذ 1999 أصاب عشرة أطفال بالشلل ويهدد بإعاقة مئات الآلاف من الأطفال في أنحاء المنطقة. وتمكنت حملات التطعيم الطارئة في سوريا وحولها والتي تهدف لمنع انتشار شلل الأطفال والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها تحصين أكثر من 650 ألف طفل في سوريا من بينهم 116 ألفا في محافظة دير الزور في شمال شرق البلاد حيث تأكد ظهور المرض. وهناك إقبال كبير من الأباء على تحصين أبنائهم. ونقلت باري عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية موجود في محافظة دير الزور قوله "هناك تسابق على التحصين." وأضافت أن منظمة الصحة العالمية "متفائلة" بخصوص احتواء تفشي المرض. ومضت تقول "ومع هذا فمن المؤكد أننا سنرى المزيد من الحالات." وتراجعت معدلات التحصين في سوريا من أكثر من 90 في المئة قبل الصراع إلى نحو 68 في المئة حاليا. وأشارت أدلة أولية إلى أن الفيروس منشأه باكستان لكن نتائج التسلسل الجيني لم تظهر بعد. ولا يزال شلل الأطفال ينتشر بمعدلات وبائية في باكستان ونيجيريا وأفغانستان. وقالت باري "لن نعرف مطلقا كيف وصل بالضبط إلى سوريا." وأضافت "نعرف أيضا أن البالغين عادة ما يكون لديهم مستوى أعلى من المناعة بالفعل ومن ثم فمن غير المرجح أن يكون البالغون هم من نقلوه. الأرجح أنه انتقل عن طريق ما آخر." وعادة ما يكون الأطفال الذين يعيشون في ظروف غير صحية عرضة للاصابة بالفيروس المسبب للمرض والذي ينتشر عبر المياه والأطعمة الملوثة. ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكنه أن يقتل الانسان أو يصيبه بالشلل وعادة ما ينتشر على نطاق واسع وبصورة غير ملحوظة قبل أن يصيب الأطفال بالشلل. ولا يمكن العلاج من شلل الأطفال لكن يمكن منعه عبر التحصين. وذكرت منظمة الصحة أن حملات التحصين مهمة للغاية في منطقة لم تشهد حالات إصابة بشلل الأطفال منذ ما يقرب من عشر سنوات لكن الفيروس اكتشف في عينات من مياه الصرف الصحي من مصر وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في الاثني شهرا الماضية. وحملة التطعيم في سوريا تستهدف 1.6 مليون طفل بلقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والغدة النكافية والحصبة الالمانية. وفي الأردن تم تطعيم أكثر من 18800 طفل دون الخامسة ضد شلل الأطفال في حملة جرت في الأيام القليلة الماضية واستهدفت كل الأطفال في مخيم الزعتري بينما تستهدف حملة أخرى على مستوى البلاد الوصول إلى 3.5 مليون طفل لتحصينهم ضد شلل الأطفال والحصبة والحصبة الالمانية. وفي العراق بدأت حملة تطعيم في غرب البلاد على أن تبدأ حملة أخرى في منطقة كردستان في الأيام المقبلة. وقالت المنظمة أن حملة ستبدأ في لبنان الأسبوع المقبل على أن تطلق مصر وتركيا حملتيهما في منتصف نوفمبر تشرين الثاني. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح) من ستيفاني نيبهاي وكيت كيلاند