رأى محللون ان العرب شاركوا بكثافة في الانتخابات التي جرت الثلاثاء في اسرائيل نظرا لاهميتها الاجتماعية والاقتصادية في بلد لا يمنحهم الاقتراع التشريعي فيه وضعا يسمح لهم بالتأثير على القرار السياسي. وكانت اسرائيل شهدت الثلاثاء انتخابات لاختيار رؤساء ومجالس البلديات، بلغت نسبة مشاركة العرب فيها حوالى 78 بالمئة، مقابل نحو خمسين بالمئة في المناطق الاخرى حيث يتهم الاسرائيليون سلطاتهم بالفساد. وقال عزيز حيدر لوكالة فرانس برس المحاضر في جامعة القدس ان "العرب يجدون انفسهم في الانتخابات المحلية وهي اهم بالنسبة لهم من الانتخابات القطرية للكنيست" حيث تكون "نسبة تصويت العرب اقل بكثير". ورأى ان ذلك ناجم عن ان الانتخابات التشريعية لا تسمح للعرب بان يكونوا "في وضع التاثير على صنع القرار في اسرائيل (...) سواء في الحكومة الاسرائيلية او وزاراتها او في وضع اعضاء الكنيست العرب". لكن حيدر شدد ايضا على ان هذه الانتخابات "تشكل مصدرا اساسيا للقوة السياسية العائلية والاقتصادية والاجتماعية لذا تحتسب العائلات كل صوت من اصواتها للحصول على النفوذ او المال" عن طريق المجالس التي تمثل "موردا ماليا ومكانة اجتماعية". واشار الى ان "المجالس البلدية هي اكبر مؤسسة توظيفية في المجتمع العربي في اسرائيل" حيث "يواجه العرب مشكلة في التوظيف"، كما انها "مصدر كبير لمشاريع المقاولين وشركات المقاولة العربية". وشهدت البلدات العربية اقبالا كبيرا على التصويت. وقد بلغت نسبة المشاركة في الناصرة كبرى المدن العربية نحو 78 بالمئة ووصلت الى اكثر من تسعين بالمئة في عدة بلدات عربية مثل كفر قرع (نحو 94%) وعسفيا (99%)، بحسب وزارة الداخلية الاسرائيلية. وفي الناصرة كبرى مدن الجليل ويبلغ عدد سكانها نحو 82 الف نسمة بينهم 65 بالمئة مسلمون و35 بالمئة مسيحيون، تنافس خمسة مرشحين على منصب رئيس البلدية. وقد اعلن اولا فوز رامز جرايسي رئيس بلديتها منذ 19 عاما والمرشح المسيحي الوحيد والذي يمثل الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة. لكن لجنة الانتخابات الغت اصوات صندوق ذوي الاحتياجات الخاصة (حوالى 42 من اصل 59 صوتا) المؤيدة لجرايسي، مما رجح كفة خصمه الكبير المرشح المستقل رجل الاعمال علي سلام الذي كان نائب رئيس البلدية. واعترضت جبهة الناصرة الديموقراطية في بيان اليوم الخميس على قرار لجنة الانتخابات مؤكدة انه "غير قانوني بتاتا" وستتوجه الى المحكمة. ولم تعلن وزارة الداخلية عن الفائز في مدينة الناصرة. وقال حيدر ان الانتخابات الاخيرة "كانت ذات طابع خاص والاشرس في تاريخ الانتخابات العربية (في اسرائيل)"، مشيرا الى ان "الاحزاب دخلت بقوة نتيجة فشلها في الكنيست"، معتبرا انها "تحاول ان تمسك بالجمهور العربي كانها تحضره لانتخابات الكنيست". واضاف ان " الناصرة كبرى المدن العربية باتت في السنوات الاخيرة تدخل فيها العناصر العائلية والطائفية التي بدات تشتد وبدأت تؤثر على الانتخابات". وقد حصل كل من المرشحين الرئيسيين على اكثر من 42 بالمئة من الاصوات، بينما حصلت عضو الكنيست ابنة الناصرة حنين زعبي من حزب التجمع العربي الديموقراطي على نحو 10 بالمئة من اصوات الناخبين بحسب وزارة الداخلية. ومني ممثل الكتلة الاسلامية توفيق ابو احمد بهزيمة كبيرة اذ انه حصل على 481 صوتا فقط بينما حصل المرشح الرابع سامي عياد ذو التوجه الاسلامي من القائمة العربية الموحدة على 771 صوتا . ورأى سياسيون عرب من الناصرة ان الاصوات التي حصل عليها مرشحا الحركة الاسلامية والقائمة العربية الموحدة لا تمثل القوة الحقيقة الهذان الحزبان . من جهته، رأى الباحث في مركز ابحاث يافا والمحاضر في جامعة النجاح عاص الاطرش ان الانتخابات "جرت على اساس عائلي بنسبة 80%". وقال الاطرش لوكالة فرانس برس ان "الانتخابات البرلمانية لا تخص العرب فهي ليس ملعبهم وهذه الانتخابات هي تصارع قوى ونفوذ داخل البلد والرئة التي يتنفسون منها " واشار الى ان "العامل السياسي الايديولوجي في هذه الانتخابات نادر لان معظم القوائم هي قوائم محلية عائلية طائفية والتمثيل الاجتماعي فيها هو صراع المجموعات على نفوذ اجتماعي سياسي (...) لذا يتم الحشد في هذه الانتخابات بشكل كبير". وارتفع عدد النساء العربيات اللواتي تم انتخابهن في المجالس الى 12 امراة الى جانب سيدة اخرى ستدخل المجلس بعد سنتين بالتناوب، مقابل ست نساء من قبل، كما قالت القيادية النسائية عايدة توما. وصوت العرب في 89 موقعا في القرى والمدن العربية والمدن المختلطة مع سكان يهود . ويعيش في اسرائيل 1,2 مليون عربي من اصل عدد سكان اجمالي يبلغ سبعة ملايين نسمة. ويتحدر هؤلاء من 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم عند قيام دولة اسرائيل العام 1948.