بعد مضي ستة أشهر على انهيار مبنى مصنع رانا بلازا في بنغلاديش، ما زال 94 بالمئة من الضحايا ينتظرون التعويض حسبما افادت به جمعية خيرية. وقالت الجمعية، وهي جمعية أكشن أيد ، إن العديد من الذين نجوا من الحادث اصيبوا بجروح بالغة حالت بينهم والعودة الى العمل. وقد اسفر حادث انهيار مبنى رانا بلازا القريب من العاصمة البنغلاديشية دكا عن مقتل 1130 شخصا. وقامت الجمعية باستجواب ثلثي الناجين تقريبا اضافة الى ذوي القتلى. وتوصلت الى ان 94 بالمئة من الذين استجوبتهم قالوا إنهم لم يتسلموا اي تعويض او بدل قانوني من ارباب اعمالهم. كما وجدت ان 92 بالمئة من الناجين لم يتمكنوا من العودة للعمل، بينما قال 63 بالمئة إنهم يعانون من اصابات جسدي كبتر الاطراف والشلل والآلام المبرحة. وقال 92 بالمئة من الذين تم استجوابهم إنهم اصيبوا بآثار شديدة جراء الحادث. وتعد شركة (برايمارك) للالبسة الشركة الوحيدة التي قامت بمساعدة الضخايا ماديا، إذ قامت بدفع مبلغ قدره 191 دولارا ل 3300 من الناجين، حسبما تقول أكشن أيد. وتقول الشركة إنها ستستمر في دفع مرتبات الذين تأثروا بالحادث لثلاثة اشهر اخرى. وتوصلت الاحصائية التي اعدتها أكشن أيد الى ان الناجين من حادث انهيار رانا بلازا يواجهون مصاعب مالية شديدة، إذ قال نصفهم إن ديونهم تتزايد باستمرار، بينما قال 90 بالمئة منهم إنهم ليست لديهم أي مدخرات. وكان اصحاب محلات بيع الملابس بالتفرقة في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة قد تعهدوا في ابريل / نيسان الماضي بتحسين ظروف العمل السائدة في المصانع التي يتعاملون معها في بنغلاديش، ولكن المفاوضات التي اجرتها نقابات العمال مع اصحاب المحلات حول تعويض الضحايا على المدى البعيد لم تمخض عن اتفاق بعد. وكانت الحكومة البنغلاديشية ومنظمة العمل الدولية قد اطلقتا يوم الثلاثاء الماضي مبادرة جديدة تهدف الى الارتقاء بمعايير السلامة والوقاية من الحرائق في المصانع. وتعهدت الحكومتان البريطانية والهولندية بتحمل تكاليف المبادرة البالغة 24 مليونا من الدولارات الامريكية. وبنغلاديش هي ثاني اكبر دولة مصدرة للملابس الجاهزة بعد الصين، إذ تصدر ما قيمته 21,5 مليار دولار منها الى الاسواق العالمية.