تحد الاطفائيون في استراليا جدرانا من النيران مخاطرين بحياتهم وعمدوا الى دمج حريقين هائلين الثلاثاء في جنوب شرق البلاد قبل ان تسوء الاحوال الجوية في البلاد على ما هو متوقع ما يهدد باذكاء الحرائق. واوضح رئيس جهاز الاطفاء في ولاية نيو ساوث ويلز، شاين فيتسيمونز ان الحريقين "دمجا بشكل متعمد تحت اشراف" الاطفائيين في عملية تقضي باحراق نباتات يابسة بين الحريقين وبالتالي سحب ما يغذيهما. وعملت فرق الاطفاء التي فاق عديدها الف شخص مدعومة ب84 طائرة لمكافحة الحرائق طوال ليل الاثنين الثلاثاء على طول السبل والطرقات في منطقة غابات شاسعة غربي سيدني. ويخشى الاطفائيون ان يؤدي الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة مساء الثلاثاء والاربعاء الى اشتداد النيران وجمعها مع حريق ثالث. وفي حال تشكل هذا الحريق الهائل في الجبال الزرقاء على بعد حوالى 100 كلم من سيدني فقد يصبح عدد من المناطق المأهولة من تلك المدينة السياحية مهددا. وافاد فيتسيمونز ان "التوقعات ليوم الغد (الاربعاء) من اسوأ ما يكون" مع درجات حرارة في محيط 30 درجة وسط تراجع للرطوبة ورياح بسرعة تفوق 100 كلم في الساعة. تم اخماد عشرات الحرائق او ضبطها لكن 57 حريقا ما زالت ناشطة الثلاثاء من بينها 17 تعتبر خارجة عن السيطرة. وتشهد ولاية نيو ساوث ويلز الجنوبية التي تشمل اكبر مدينة استرالية حالة طوارئ غير مسبوقة منذ نصف قرن بسبب الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بشكل غير معهود. ودمر اكثر من 200 منزل وتضرر اكثر من 120 بسبب النيران المشتعلة منذ الاسبوع الفائت في منطقة شعاعها 1600 كلم. وصرح رئيس اجهزة اطفاء الولاية "لاحظنا ان هذه الاستراتيجيات المحددة الاهداف والمتعمدة تعطي نتائج ايجابية ولا سيما لعمليات احراق النباتات المضبوط". ويشتعل الحريقان المجموعان قرب ليتغو وجبل فيكتوريا وهما منطقتين في سلسلة الجبال الزرقاء غربي سيدني. وناشدت السلطات سكان عدد من القرى من بينها ماونت ارفاين وبيلبين وهارتلي فيل لمغادرة منازلهم. في يلو روك بدأ السكان العائدين بعد مرور الحرائق يسجلون مدى اتساع الكارثة. فقد تحولت حياة الكثيرين منهم رمادا. وصرحت الشرطية تيغان موبز البالغة 28 عاما لوكالة فرانس برس "قبل دقيقة كان كل شيء هادئا. ثم فجأة برز جدار من نار". وتمكن زوجها بالكاد من انقاذ كلابهم عبر رميهم في حوض السباحة. لم تشهد الولاية الجنوبية امطارا منذ اسابيع. وبعد التحسن في نهاية الاسبوع يتوقع ان تتضاعف درجات الحرارة وقوة الرياح اعتبارا من مساء الثلاثاء قبل ان تتراجع اعتبارا من الخميس. وصرح فيتسيمونز "نتوقع رياحا ستصل سرعتها الى 60 وحتى 90 كلم في الساعة وهذا ما نستعد له". وتم تمديد الحظر على اشعال نار في الهواء الطلق في الولاية كافة الثلاثاء بحسب السلطات. وغالبا ما تشهد استراليا حرائق في اثناء الصيف بين كانون الاول/ديسمبر وشباط/فبراير. عام 2009 ادى حريق في ولاية فيكتوريا (جنوب) الى مقتل 173 شخصا وتدمير الاف المنازل. في مقابلة مع تلفزيون سي ان ان قالت المسؤولة عن برنامج المناخ في الاممالمتحدة كريستانا فيغيريس الثلاثاء ان "منظمة الارصاد العالمية لم تحدد رابطا مباشرا بين هذه الحرائق وتغير المناخ...حتى الان". واضافت "لكن العلم يكشف لنا بوضوح ازدياد موجات القيظ في اسيا واوروبا واستراليا وان ذلك سيستمر ويتكثف ويتواتر". واعلن مركز مجلس المناخ للابحاث الذي يستند الى بيانات مكتب الارصاد الاسترالي ان العام 2013 قد يكون الاكثر حرارة في استراليا ليتجاوز ارقاما قياسية سجلت عام 2005.