سارع مرشحو السباق الرئاسي في افغانستان الى تسجيل اسمائهم قبل انتهاء المهلة الاحد للمشاركة في الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في نيسان/ابريل المقبل في حين تصدر وزير المالية السابق اشرف غاني قائمة المرشحين. واتسمت الايام الاخيرة من فترة الترشح بالنشاط السياسي المكثف حيث تسابق امراء الحرب السابقين ووجهاء القبائل والسياسيين المخضرمين على ابرام الاتفاقات وتشكيل التحالفات المفاجئة في المرحلة الافتتاحية للسباق لخلافة الرئيس حميد كرزاي. وتنتهي ولاية كرزاي، الذي قاد البلاد من 2011، العام المقبل في الوقت الذي تسعى الحكومة الافغانية الى التوصل الى اتفاق سلام مع مسلحي طالبان ومع اقتراب انسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة بعد 13 عاما من القتال. وفي عرض للقوة، توجه كل واحد من كبار المرشحين الى مكاتب الانتخابات في موكب من السيارات المصفحة برفقة عدد من الحراس الشخصيين وحشود من انصارهم. وقال غاني، الاكاديمي السابق الذي كان مقيما في الولاياتالمتحدة عقب تقديم اوراق ترشحه "نحتاج الى اصلاحات اساسية لمكافحة الفساد وفرض حكم القانون وضمان العدالة والرفاه للشباب". وكان غاني المولود في 1949 ترشح الى الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009. وحل في المرتبة الرابعة في الدورة الاولى بحصوله على 2,94% من الاصوات، بعيدا جدا خلف كرزاي الذي اعيد انتخابه آنذاك. واطلق وزير الخارجية السابق زلماي رسول الموالي لكرزاي (70 عام) حملته الانتخابية بوعد "لحماية الوحدة الوطنية والانجازات التي تحققت في العقد السابق وتعزيز الديموقراطية والاقتصاد". وكان يرافق رسول مرشحه لمنصب نائب الرئيس احمد ضياء مسعود رئيس احد الاحزاب السياسية، وحبيبة سرابي حاكمة ولاية بايمان، وهي المرأة الوحيدة التي تشغل منصبا بهذه الاهمية في البلاد. وكان قيوم كرزاي، الشقيق الاكبر وغير المعروف للرئيس، من بين من تقدموا بترشحيهم في وقت متاخر الاحد في السباق المفتوح على مصراعيه، اضافة الى حاكم ولاية نانغاهار غول اغا شيرزاي الملقب ب"البلدوزر" بسبب فظاظته. ومن بين من سجلوا اسمائهم في وقت سابق عبد الله عبد الله الذي ترشح لانتخابات الرئاسة 2009، وعبد الرب رسول سياف امير الحرب السابق الذي كان يرتبط بتنظيم القاعدة في السابق. ويثير ترشيح سياف، الباشتوني الذي يعتبر "مرشدا" لخالد شيخ محمد العقل المدبر المعلن لاعتداءات ايلول/سبتمبر 2001، قلق العواصمالغربية بسبب مواقفه المحافظة. وتعهد كرزاي، الذي فاز بالرئاسة في 2009 وسط مزاعم بالتزوير، بعدم دعم اي مرشح، الا ان العديد من انصاره ينتظرون مؤشرات واضحة منه لتحديد مرشحه المفضل. واسهبت وسائل الاعلام الافغانية ولا سيما شبكات التواصل الاجتماعي في الحديث عن هذه الساعات الاخيرة قبل اقفال باب الترشيحات. وقد تبادل الصحافيون والمحللون وجهات النظر حول المرشحين المعلنين والذين قد يترشحون. واعتبر رئيس مهمة الاممالمتحدة في افغانستان يان كوبيس ان مصداقية الانتخابات واجرائها في وقتها سيكون افضل دليل" على ان الافغان قادرون على اقناع الجهات المانحة على الاستمرار في تقديم مساعداتها. وتتسلم افغانستان، أحد افقر البلدان في العالم، مليارات الدولارات من المساعدة الدولية التي تستخدم خصوصا لدفع رواتب قوات الامن الافغانية. وستنحسب القوات القتالية التابعة للحلف الاطلسي بنهاية العام المقبل. وينتشر نحو 87 الف جندي، من بينهم 57 الف عسكري اميركي، في افغانستان لقتال المتمردين وتدريب الجيش والشرطة المحلية. ودعا كرزاي الى بقاء مرشحين او ثلاثة في السباق يوم الانتخابات لتجنب الفوضى التي حدثت في 2009 عندما بلغ عدد المرشحين 40 مرشحا. وتوقع مارتن فان بيليرت من شبكة محللي افغانستان تكرر حالات التزوير وضعف المشاركة والعنف والنتائج المتضاربة التي حدثت في انتخابات 2009. ويتوقع ان تهيمن مسالتان على الانتخابات: اجراء محادثات سلام مع طالبان والتوصل الى اتفاق بشان بقاء عدد من القوات الاميركية في افغانستان. وخلال الاسابيع المقبلة ستقوم اللجنة الانتخابية المستقلة بالتحقق من اهلية كل واحد من المرشحين للرئاسة ولمنصب نائب الرئيس. وستلعن اللجنة القائمة النهائية للمرشحين في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، كما ستبدأ الحملة الانتخابية الرسمية في شباط/فبراير.