يتوجه النمساويون الاحد الى صناديق الاقتراع لتجديد برلمانهم في انتخابات تشريعية يتوقع ان يحتفظ فيها الائتلاف الكبير بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين بالسلطة وسط نتيجة ضعيفة وتحت ضغط اليمين المتطرف. وبدا حوالى 6,4 ملايين ناخب التوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب 183 نائبا في مجلسهم الوطني (مجلس النواب). ويمثل استمرار الائتلاف الذي يضم اكبر حزبين من الوسط، الاشتراكيون الديموقراطيون (اس بي او) والمحافظون (او في بي)، في الحكم خمسة اعوام جديدة، السيناريو الاكثر ترجيحا، بحسب اخر استطلاعات الراي التي تمنحه حوالى 50 بالمئة من الاصوات. لكن النتيجة ستكون الاسوأ بالنسبة الى هذا الائتلاف منذ اعلان الجمهورية الثانية بعد انهيار الدكتاتورية النازية في 1945. والنمساويون الذين فضلوا منذ 68 سنة التحالفات بين هذين الحزبين، وهو ما يشكل ضمانة استقرار البلاد، لا يبدون حماسة كبيرة لحكومتهم التي يتراسها الاشتراكي الديموقراطي فرنر فايمان. وقالت فانيسا (42 عاما) "لا اتوقع امرا مهما، ساصوت لاني ادعم العملية الديموقراطية". واضافت "كنت ارغب لو كانت هناك تغييرات تتعلق بالائتلاف الكبير لكن الامل ضئيل". من جهتها، اعتبرت اولي وهي طالبة في الثالثة والعشرين من العمر لدى خروجها من مكتب تصويت في وسط فيينا "اجد ان (فرنر) فايمان لا باس به، لا يوجد على اي حال اي شخص الان يمكن ان يقوم بعمل (المستشار) افضل منه". ويمكن للحكومة بالتاكيد ان تشدد على حصيلة اقتصادية مشرفة. فالجمهورية الغنية عبرت ازمة منطقة اليورو من دون الكثير من الاضرار وخصوصا ان معدل البطالة بقي الادنى في الاتحاد الاوروبي مع 4,8 بالمئة في تموز/يوليو، اي ما يشبه عمالة كاملة. لكن الفضائح المتعددة المتعلقة بالفساد والتي شوهت سمعة كل الاحزاب باستثناء الخضر، مصحوبة بخلافات داخلية ادت الى شل كل عمليات الاصلاح وخصوصا في مجال التقاعد او التربية، ارخت بثقلها الكبير على شعبية الفريق الحاكم. اما حزب "اف بي او" بزعامة هاينز كريستيان ستراخ الذي دعا الى "حب القريب" -- شرط ان يتعلق الامر بنمساويين -- فقد عزز شعبيته في ختام الحملة الانتخابية مستفيدا من حملة رتيبة ومحازبية للحزبين الكبيرين. وقد يشكل "الزرق" الذين حصلوا على حوالى 20 بالمئة من نوايا التصويت في استطلاعات الراي الاخيرة (مقابل 17,5 بالمئة قبل خمسة اعوام)، مفاجأة وينتزعون من المحافظين (21 الى 22 بالمئة) مرتبتهم كثاني حزب نمساوي الاحد. اما القوة الاخرى في اليمين المتطرف "بي زد او" التي تاسست في 2005 جراء انشقاق "اف بي او" بمبادرة من الزعيم المقرب يورغ هايدر الذي توفي في 2008، فقد يحقق اخيرا عتبة ال4 بالمئة التي تخوله البقاء في البرلمان. واستفاد هذان التشكيلان ايضا من خسارة الملياردير النمساوي الكندي فراك ستروناخ (من 12 الى 7 بالمئة في نوايا التصويت) تقدمه وذلك بمثابة معاقبته على ادائه غير المقنع في اللقاءات التلفزيونية حيث بدا ضعيفا في حججه. وذا فشل "الحمر" في حزب "اس بي او" و"السود" في حزب "او في بي" في جمع غالبية المقاعد، فسيتعين عليهم ان يشكلوا مع حزب ثالث مجموعة غير مسبوقة في النمسا. وسيكون "الخضر" (مع 14 بالمئة من الاصوات بحسب الاستطلاعات) ولا شك الشريك الاكثر ترجيحا لاحزاب الوسط. وقد اعربت زعيمة هذا الحزب ايفا غلافيشنيغ عن اهتمامها بوزارة البيئة. وقال اوليفر فريتز (42 عاما) بعد الادلاء بصوته "صوتت للخضر وآمل ان يتمكنوا من الدخول الى حكومة" مع +اس بي او+ و+او في بي+ لكي "تتحرك الامور اخيرا". وقيام تحالف مع حزب "نيوس" الليبرالي الصغير الذي يمكن ان يحصل على نسبة ال4 بالمئة، يمكن ان يكون مطروحا ايضا امام الائتلاف الحاكم.