ابدت ايران الاثنين في الاممالمتحدة عزمها على التحاور مع الدول الكبرى وفي مقدمها الولاياتالمتحدة حول الملف النووي، فيما تستعد نيويورك لتشهد لقاء وزاريا ايرانيا اميركيا غير مسبوق. واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف سيلتقي الخميس نظراءه في مجموعة الدول الست الكبرى، اي الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وروسيا والصين وبريطانيا. وسيكون اللقاء بين ظريف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري الاول على هذا المستوى في اطار المفاوضات حول البرنامج النووي بين الجمهورية الاسلامية والدول الغربية. وتتهم الدول الغربيةايران بالسعي الى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وتحدث الوزير الايراني عبر صفحته على موقع فيسبوك عن اجتماع "ايجابي" مع اشتون، وكتب "اوضحت لها (...) الاطار الذي يمكن فيه التوصل الى حل يتيح احترام حقوق الشعب الايراني ورفع العقوبات" المفروضة على طهران. ولم يستبعد البيت الابيض الاثنين حصول لقاء بين الرئيسين باراك اوباما وحسن روحاني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وسيتحدث الرئيسان الثلاثاء من على منبر الاممالمتحدة الذي سيتوالى عليه اكثر من 130 من رؤساء الدول والحكومات طوال عشرة ايام. وسيلتقي روحاني الثلاثاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اول اجتماع منذ 2005. وابدت القيادة الايرانية الجديدة موقفا منفتحا منذ انتخاب روحاني رئيسا وتوليه منصبه الشهر الفائت. لكن البيت الابيض اكد هذا الاسبوع ان هذا الخطاب لا يكفي داعيا الى افعال ملموسة من جانب الجمهورية الاسلامية في شان برنامجها النووي. والاحد، كرر روحاني ان بلاده لا تسعى الى صنع قنبلة نووية. لكنه كرر حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية وخصوصا تخصيب اليورانيوم على اراضيها، وهو امر في صلب الخلاف مع الغربيين. وخلال اعلانها مشاركة ظريف في اجتماع مجموعة الدول الست الكبرى، وصفت اشتون اجتماعها مع الوزير الايراني بانه كان "جيدا وبناء". وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ان اجتماع الخميس "سيعطي مؤشرا الى جدية" النيات الايرانية، موضحا انه سيظهر ما اذا كان الايرانيين "قد اتوا باقتراحات جديدة ام ان ما يقومون به هو شكلي فقط". بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان التصريحات الايرانية ينبغي ان تقرن ب"تقدم ملموس". وبموازاة الجمعية العامة ستواصل الدول الكبرى في الكواليس مناقشاتها بشأن الازمة الكبرى المطروحة عليها حاليا، وهي النزاع في سوريا الذي اوقع اكثر من 110 الاف قتيل منذ اندلاعه في اذار/مارس 2011. ويقوم خلاف منذ عشرة ايام بين واشنطن وباريس ولندن من جهة وموسكو من جهة مقابلة حول سبل الزام دمشق بتطبيق خطة ازالة اسلحتها الكيميائية التي يتهمها الغرب باستخدامها ضد شعبها. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة الاحد ب"ابتزاز" روسيا من اجل ان تقبل بقرار ملزم ضد حليفها السوري. ويرى العديد من الدبلوماسيين ان المفاوضات بين الاميركيين والروس تواجه مازقا. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين انه يمكن التوصل هذا الاسبوع الى قرار دولي يشكل اطارا لنزع السلاح الكيميائي في سوريا رغم معارضة روسيا الشديدة. وخصص يوم الاثنين بشكل اساسي لعقد لقاءات رفيعة المستوى لبحث سبل تحقيق اهدام التنمية المستديمة التي حددتها الاممالمتحدة واعادة السلام الى جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويدور نزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغني بالمناجم بين الجيش الكونغولي المدعوم من قوات بعثة الاممالمتحدة، ومتمردي حركة ام23. والضحايا الاوائل للمعارك هم المدنيين الذين يطردون من منازلهم ويتعرضون للتعديات والتجاوزات. وان كان المتمردون تراجعوا في نهاية اب/اغسطس الا انهم ما زالوا يهددون غوما كبرى مدن المنطقة. وتجمع الموفدة الخاصة للامم المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى ماري روبنسون الاثنين وزراء عدد من الدول الكبرى وبلدان المنطقة التي وقعت في شباط/فبراير في اديس ابابا اتفاقا اطارا يفترض ان يعيد السلام الى جمهورية الكونغو الديموقراطية.