نيويورك (رويترز) - يقول المسلمون في جنوب مانهاتن بنيويورك والذين اعتادوا الصلاة في أقبية مكدسة أو في الشوارع انهم لا يتطلعون لمواجهة مع معارضي بناء مسجد جديد وأنهم فقط يحتاجون الى مكان للصلاة. ويعارض بعض سكان نيويورك الذين روعتهم هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 اقامة مركز اسلامي ومسجد على مقربة من موقع برجي مركز التجارة العالمي. واستغل ساسة جمهوريون يسعون لكسب السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل مسألة بناء المسجد. وشمل الخلاف الرئيس باراك اوباما وأثار مناقشات بشأن معنى الحرية الدينية في دولة كان هذا المبدأ من مقومات تأسيسها. ونظمت اجتماعات حاشدة مؤيدة ومعارضة لمشروع بناء المسجد والمركز في الذكرى التاسعة للهجمات هذا العام. والمحاصرون وسط هذا الصراع هم المسلمون الذين يعملون في مانهاتن ويحتاجون لمكان لصلواتهم اليومية. وقال سعد مداح (32 عاما) وهو مستشار جاء في الاصل من غانا ويصلي في مسجد مانهاتن في قبو ضيق أسفل ملهى ليلي "هل تعلم عدد المسلمين في هذه المنطقة.. يوم الجمعة يتكدس الشارع ولدينا تصريح من الشرطة بقطع الطريق" وقت صلاة الجمعة. وأضاف "أرغب في رؤية مسجد يشبه المسجد. أريد ان أصلي وأن أركز بالكامل في صلاتي ولا تطرق الموسيقى الصاخبة على رأسي." ومسجد مانهاتن وهو واحد من مسجدين في المنطقة يبعد أربعة بنايات عن مكان برجي مركز التجارة العالمي ولم يثر اي انتباه بوجه عام. انه مجرد باب يحمل لافتة متواضعة كتب عليها كلمة مسجد ويقود من شارع جانبي الى ساحة الصلاة بأسفل. ولكن بيت قرطبة المقترح والذي حصل على موافقة الحكومة المحلية لا يشبه المساجد التقليدية. فالبرج الذي سيبنى بالزجاج والصلب من 13 طابقا صمم بخطوط مستقيمة وزوايا قائمة ولا يحمل هلالا ونجمة على واجهته. وسيضم المركز المصمم على غرار مباني رابطة الشبان المسيحيين قاعة كبيرة وحوض سباحة وقاعات اجتماعات بالاضافة الى ساحة الصلاة. ويقول منظمو احتشادات انهم يعارضون التطرف الاسلامي. ويدفع المنتقدون بأن المركز يمثل حساسية لاسر نحو ثلاثة الاف قتلوا في هجمات 11 سبتمبر عندما اقتحمت طائرات تقودها عناصر من تنظيم القاعدة البرجين ومقر وزارة الدفاع (البنتاجون). وقال الشيخ حسين (42 عاما) المهاجر من بنجلادش "نحتاج المسجد لكن في أي مكان سوى منطقة البرجين. سيكون ذلك مشكلة دائمة." وأضاف "نريد ان نصلي في سلام. لا اريد أن أصلي و أقاتل شخصا اخر على المكان. واذا بني هذا المسجد هنا سيوجهون لنا اللوم في كل مرة يقع فيها عمل ارهابي." ويقول اخرون مثل مداح ان تغيير المكان سيكون بمثابة اهانة. وتابع "اذا نقلوه ستكون هذه صفعة للدين بالنسبة لي." وقال بيتر اون استاذ الدين الاسلامي في جامعة كولومبيا ان دراسة شارك فيها أظهرت أن المسلمين في نيويورك نادرا ما يصلون في الاحياء التي يسكنونها. ومنطقة مانهاتن تلائم احتياجاتهم لانها موصولة بشكل جيد بالمواصلات العامة ويتركز فيها اماكن العمل وعلى سبيل المثال في منطقة وول ستريت. وقال اون "وسط مانهاتن مثالي لانه سيكون مركز تجمع لسكان بروكلين وكوينز ومانهاتن."