كشف الاقتراع التمهيدي للانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر في الارجنتين تراجع شعبية الرئيسة كريستينا كيرتشنر وان كانت يمكن ان تحافظ على اغلبيتها في البرلمان في وجه معارضة منقسمة. وانهارت جبهة النصر (يسار الوسط) التي تتزعمها كيرتشنر الاحد في اكبر خمس ولايات من البلاد وحلت المعارضة اليسارية في المقدمة في العاصمة بوينوس ايريس وولاية سانتا في، بينما فاز التيار البيروني اليميني من يمين الوسط بولاية بوينوس ايريس الاستراتيجية وولاية كوردوبا. واصبحت مندوسا معقل الاشتراكيين الديموقراطيين في الاتحاد المدني الراديكالي. واعتبر عالم الاجتماع روسندو فراغا ان "موجة وطنية من الاصوات المناهضة لحكومة كريستينا كيرتشنر" اكتسحت ولايات الارجنتين ال24 بما فيها معقل الزوجين كيرتشنر في ولاية سانتا كروس في باتاغونيا. واكد ان تأييد 26 بالمئة فقط من الارجنتينيين لكيرتشنر على الصعيد الوطني يكشف ان ثلاثة ارباع الناخبين تخلوا عن الرئيسة الارجنتينية في اسوء نتيجة تحققها في عشرة اعوام من حكم الزوجين كيرتشنر. وفي مؤشر اخر على رفض سياسة كيرتشنر تحول مدير ديوانها السابق في الرئاسة سرخيو ماسا الذي انشق عنها، الى شخصية صاعدة في السياسة الارجنتينية بعد نجاحه في اقليم بوينوس ايريس المحيط بالعاصمة. وبعد عشر سنوات على تولي نيستور كيرتشنر (2003-2007) الحكم بدأت نهاية تياره ترتسم. وستصل الرئيسة في 2015 الى نهاية ولايتها الثانية في حين لا ينص الدستور عن امكانية ترشحها الى ولاية ثالثة. وبما ان تعديلا دستوريا يقتضى موافقة ثلثي البرلمانيين، يتعين على الحركة البرونية التي تتزعمها ان تجد مرشحا جديدا. وقد يكون ذلك المرشح المحامي سرخيو ماسا (41 سنة) عمدة بلدية تيغري القريبة من بوينوس ايريس، وهو الذي اقتحم الساحة السياسة الارجنتينية ويرى فيه انصاره مرشحا للانتخابات الرئاسية المقررة في 2015. غير ان الخبير خورخي خياكوبي يرى ان "2015 ما زال بعيدا، وسيظهر العديد من المرشحين في مختلف انحاء البلاد". من جانبها ترى عالمة الاجتماع والمحللة السياسية غراسييلا رومر ان الناخبين الارجنتينيين ضجروا من الحرب الاعلامية والسياسية بين السلطات واليمين. وتقول "هناك رغبة في اسلوب ادارة جديد اقل اعتمادا على المواجهة" وشخصيات مثل سرخيو ماسا وحاكم اقليم بوينوس ايريس دنيال سكيولي او رئيس الحزب الاشتراكي ارميس بينر يندرجون في هذا الخط. وتوقع خورخي خياكوبي ان "تكون هزيمة الحكومة في تشرين الاول/اكتوبر اكبر (من التي تكبدتها في التمهيدية). واوضح ان الانشقاقات ستكثر (في صفوف انصار كيرتشنر) انها نهاية حلقة في الحكم" مؤكدا ان "كريستينا كيرتشنر تقول انها حققت انجازات بدون اقتراحات للمستقبل". ويتهمها معارضوها بعدم ايجاد حلول للفساد وانعدام الامن وقيادة البلاد بشكل متسلط وفرض قيود على صرف العملة على الارجنتينيين المتعودين على ادخار الدولار وانتهاج سياسة تزيد في تخضم بلغ 24%. لكن اذا أتت نتائج الانتخابات التشريعية في 27 تشرين الاول/اكتوبر على غرار الاقتراع التمهيدي فان الرئيسة ستحتفظ بالاغلبية في مجلس النواب لكن موقعها في مجلس الشيوخ سيكون اضعف. وقالت رومر ان "جبهة النصر يظل اكبر حزب لكنه فقد حلفاءه وقد تتنامى نزع التخلي عنه". وحصلت جبهة النصر على ستة ملايين صوت في الولايات ال24 في الارجنتين. وحاز ثاني حزب من حيث عدد الاصوات جبهة التجديد لسرخيو ماسا على ثلاثة ملايين صوت في اقليم بوينوس ايريس وحده (37% من عدد الناخبين الوطني). وفاز الحزب الاشتراكي ب37% في معقله في سانتا في وهو عضو في ائتلاف فرض نفسه في بوينوس ايريس لكنه تغيب في المناطق البعيدة عن العاصمة، واصبح الراديكاليون اقوياء في مندوسا (44% من الاصوات الاحد) لكن نتيجتهم الوطنية اضعف اربعة اضعاف من هذه النتيجة. واعتبر روسندو فراغا ان على "المعارضة ان تنسجم لتعرض بديلا" في انتظار الانتخابات الرئاسية في 2015.