رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - مثلت ناشطتان فلسطينيتان أمام محكمة عسكرية إسرائيلية يوم الثلاثاء لدورهما في احتجاجات أسبوعية على مستوطنة يهودية بالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت منظمات حقوقية ونشطاء إن محاكمة الناشطتين ناريمان التميمي ورنا حمادة تجيء في إطار تصعيد لحملة الاعتقالات الإسرائيلية لمنظمي الاحتجاجات الفلسطينية. وتعد محاكمة الناشطتين إجراء غير مألوف إذ أن التهم المنسوبة إليهما تركز على دخولهما "منطقة عسكرية مغلقة" خلال احتجاج في قرية النبي صالح في 28 من يونيو حزيران وهي تهمة نادرا ما تؤدي إلى المحاكمة. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان "حرمتا من الحق الإنساني الأساسي في الاحتجاج السلمي على استيلاء مستوطنين إسرائيليين على أرض بشكل غير قانوني وقد لجأ القضاء الإسرائيلي لأدوات قانونية زائفة لمعاقبتهما." وبدأ الفلسطينيون الاحتجاج كل يوم جمعة بعد أن سيطر إسرائيليون من مستوطنة حلميش على نبع يقع بين الجانبين عام 2009 وهو ما يقولون إنه حرمهم من مصدر مياه للري. وخلال الاحتجاجات بلوح الفلسطينيون عادة بالأعلام ويلقون الحجارة وترد القوات الإسرائيلية بقنابل الغاز والطلقات المطاطية وأحيانا بالذخيرة الحية. وقتل فلسطينيان برصاص القوات الإسرائيلية منذ اندلاع الاحتجاجات أحدهما رشدي شقيق ناريمان الذي لقي حتفه في نوفمبر تشرين الثاني. وتفرض القوات الإسرائيلية خلال المواجهات قيودا على دخول قرية النبي صالح وتعلنها "منطقة عسكرية مغلقة". وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان المرأتين "شاركتا في عمل غير شرعي يخل بالأمن العام وتجاهلتا تعليمات محددة لمسؤولي إنفاذ القانون ولذا اعتقلنا." وقال ليرنر ان الجيش اتخذ "الإجراءات اللازمة لاستعادة الأمن" بعد أن عرض العنف الذي نشأ عن الاحتجاج للخطر سلامة المدنيين على طريق قريبة. وقالت ساريت ميكائيلي من منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إنه من المتوقع أن تستغرق محاكمة الناشطتين شهورا وأضافت أنها تجيء في إطار السياسات الإسرائيلية التي "تجعل من المستحيل فعليا على الفلسطينيين التظاهر بشكل قانوني." وقضت المحكمة يوم الثلاثاء بالإفراج عن ناريمان التميمي بكفالة مع إلزامها بالبقاء في منزلها كل جمعة ومنعت رنا حمادة من دخول قرية النبي صالح في أيام الجمع مع استمرار المحاكمة. (إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)