تمكن الاتحاد الاوروبي وتركيا الثلاثاء من تحسين علاقاتهما عبر الاتفاق على اعادة فتح مفاوضات انضمام انقرة المعلقة منذ فترة طويلة رغم تردد كبير من المانيا ودول اخرى بسبب قمع انقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. واعلنت ايرلندا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد ان الوزراء الاوروبيين اتفقوا على فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا بعد توقف استمر ثلاث سنوات مشيرة الى ان موعد استئناف المفاوضات سيعلن في الخريف. وجاء في بيان الرئاسة الايرلندية ان وزراء الشؤون الاوروبية في دول الاتحاد الاوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ "وافقوا على فتح الفصل 22" المتعلق بالسياسة الاقليمية في اطار عملية المفاوضات، في اشارة الى احد الفصول ال35 الواجب اغلاقها من اجل التمكن من الانضمام الى الاتحاد. وفي انقرة رحب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بهذا الاعلان الذي جاء بعد ايام من التوتر بين تركيا والمانيا، الدولة الاوروبية التي كانت من اشد المترددين لفتح فصل جديد في المفاوضات. وقال داود اوغلو امام الصحافيين في انقرة ان "الفصل 22 (السياسة الاقليمية) فتح. لقد تم حل هذه المسالة". واضاف داود اوغلو تعليقا على التسوية التي توصلت اليها الدول الاعضاء في الاتحاد "ان مسألة كانت لتشكل عقبة في العلاقات الاوروبية-التركية قد تم تجاوزها (...) وبالتالي فان قطار تركيا-الاتحاد الاوروبي يمكن ان يتقدم بسرعة كبرى". وفتح المفاوضات حول الفصل 22 كان يفترض ان ينطلق اساسا الاربعاء في بروكسل لكن برلين وبدعم من حكومتي النمسا وهولندا عارضت هذا الامر بسبب القلق ازاء قمع انقرة للتظاهرات المناهضة للحكومة في الاسابيع الماضية. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عند انضمامه الى المحادثات الاثنين مع نظرائه من الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد في لوكسمبورغ "لا يمكننا التصرف وكأن شيئا لم يحصل في الايام الماضية". وعاد فسترفيلي الى الاجتماع الثلاثاء قائلا انه اجرى مكالمة "بناءة جدا" مع داود اوغلو وان اتفاقا اصبح ممكنا. ويتوقع ان تنطلق المفاوضات في الخريف وعلى الارجح في تشرين الاول/اكتوبر بعد الانتخابات الالمانية وبعدما تصدر بروكسل التقارير السنوية حول الاصلاح ضمن الدول المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وايد وزير خارجية النمسا مايكل سبندليغير فكرة اعطاء تركيا "بعض الوقت الذي سيتسنى لنا خلاله النظر في مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير". واضاف "نحن مجموعة قيم، ولا يمكن التنديد بما يحصل في دول مثل مصر لكن عدم انتقاد دولة مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي". ومعارضة المانيا المفاجئة الاسبوع الماضي لاعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا اثارت توترا بين انقرةوبرلين مع تبادل تصريحات شديدة اللهجة واستدعاء كل من العاصمتين السفيرين المعتمدين لديهما من اجل الحصول على تفسيرات. والمفاوضات التي اطلقت في 2005 تتقدم حتى الان بوتيرة بطيئة جدا حيث تم اغلاق فصل واحد من الفصول ال35. وتتعثر المفاوضات خصوصا بسبب وضع جمهورية قبرص التي لا تعترف بها انقرة ومعارضة عدة دول اوروبية لضم تركيا. والمواجهات في تركيا بين الشرطة والمتظاهرين التي ادت الى سقوط اربعة قتلى اثرت سلبا على صورة الحكومة. والتاخر في فتح فصل جديد كان ليثير شكوكا جديدة حول ما اذا كانت تركيا الدولة المسلمة لكن العلمانية التي تضم 76 مليون نسمة، ستنضم في احد الايام الى الاتحاد الاوروبي. واعادة فتح المفاوضات يتطلب اجماع الدول ال27 على ذلك وقد دخل الوزراء الى الاجتماع كالعادة منقسمين حول هذه المسالة. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلت انه "ليس هناك من سبب يدعو" لتاخير مفاوضات الانضمام الى ما بعد الانتخابات الالمانية. واضاف لوكالة فرانس برس "الانتخابات الالمانية شيء جيد، لكن لا يمكن ان تكون عذرا لارجاء كل شيء اخر في اوروبا". وتابع ان عملية مفاوضات انضمام تركيا هي "الابطأ في تاريخ الاتحاد الاوروبي، ولم يتم فتح اي فصل منذ سنوات". وقال "أعتقد ان هذه المرحلة مهمة جدا لكي نفتح حوارا مع تركيا. نريد ان نؤثر على الاحداث في تركيا وليس التخلي عنها". واوضح "من المهم جدا ان نؤكد ان الباب مفتوح امام تركيا، وهذه هي الاشارة السياسية بان الباب مفتوح واننا نريد القيام بهذه الخطوة الجديدة". من جهته اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن انه من الضروري للاتحاد الاوروبي الحفاظ على علاقات مع تركيا مع انتقاد قمع التظاهرات في الوقت نفسه.