أصيب راعي أغنام الثلاثاء في انفجار لغم في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، حيث تتحصن مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة تقوم السلطات بملاحقتها، كما افادت مصادر رسمية. وأعلن العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع ان اللغم انفجر قرب منطقة سكنية تبعد نصف كيلومتر عن جبل الشعانبي. وأوضح أن اللغم انفجر عندما مرت عليه الاغنام ما أدى الى نفوق بعضها وإصابة الراعي بجراح "خفيفة" جراء تطاير شظايا. وهذه المرة الاولى التي يصاب فيها مدني في انفجار لغم بجبل الشعانبي الذي تمشطه قوات الامن والجيش منذ كانون الاول/يناير 2012 بحثا عن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة قالت وزارة الداخلية في وقت سابق انهم قدموا من مالي. وبدأت عمليات التمشيط بعدما قتل المسلحون يوم 10 كانون الاول/يناير 2012 عنصرا في جهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين. وفي الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل الماضي و6 يونيو/حزيران الحالي انفجرت 5 الغام في جبل الشعانبي اسفرت عن مقتل جنديين اثنين وجرح 8 آخرين (اثنان بترت ارجلهما) وإصابة 10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت ارجلهم وآخر أصيب بالعمى). وقتل الجنديان يوم 6 حزيران/يونيو في انفجار لغم زرع في طريق مرت منه سيارتهما في قرية "الدغرة" المتاخمة لجبل الشعانبي . وقتل جنود في الثاني من الشهر الحالي بطريق الخطأ زميلا لهم في جبل الشعانبي خلال عملية تمشيط. وفي الثامن من أيار/مايو الماضي قال وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) ان الالغام التقليدية المزروعة في جبل الشعانبي مشابهة لتلك التي استعملها تنظيم القاعدة في افغانستان ضد القوات الامريكية، وأن كاشفات الالغام العادية والكلاب البوليسية المدربة "عاجزة" عن كشفها. وأوضح ان هذه الالغام "مصنوعة صنعا يدويا من الامونيترات (مادة كيميائية تستعمل في تسميد الاراضي الزراعية) والبلاستيك والغليسيرين (..) وتنفجر عند المرور عليها أكثر من مرة (..) وقد اشتهر بها تنظيم القاعدة وعانى منها الاميركيون في افغانستان". وقال ان بلاده ستطلب المساعدة لنزع هذه الالغام من جارتها الجزائر التي لديها خبرة في التعامل مع الجماعات الارهابية. وأوضح أن مجموعة المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي "تفرعت عنها" مجموعة ثانية متحصنة بجبال ولاية الكاف (شمال غرب) وان المجموعتين تضمان تونسيين وجزائريين. وفي 21 كانون الاول/ديسمبر 2012 كشف رئيس الحكومة الحالي علي العريض وكان حينها وزيرا للداخلية، ان مجموعة الشعانبي التي اطلقت على نفسها اسم "كتيبة عقبة ابن نافع" مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وانها سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين قرب الحدود مع الجزائر وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة بهدف تنفيذ "اعمال تخريبية" واستهداف "المؤسسات الأمنية". وكانت الكتيبة تنوي "القيام باعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر" بحسب علي العريض.