اعاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس رسم الخطوط العريضة لسياسة الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب العالمي، لكن على الرغم من دعوته الى اعتماد مسرح عمليات اكثر دقة و"بلا حدود" الا انه لم يكشف التفاصيل الدقيقة والحدود الزمنية التي يمكن من خلالها قياس نجاح لهذه السياسة من عدمه. وفي ما يلي بعض المسائل الحساسة التي لم يجب عنها اوباما في خطابه افي جامعة الدفاع الوطني. -- الحد الزمني للابقاء على سجن غوانتانامو جدد اوباما دعوته الى اغلاق معتقل غوانتانامو للاشخاص المشتبه في ضلوعهم باعمال ارهابية والموجود في كوبا. الا انه لم يقدم جدولا زمنيا لذلك -- سوى القول انه في حال بقي سجن غوانتانامو مفتوحا بعد 10 او 20 عاما فإن هذا الامر سيكون مناقضا للقيم الاميركية. ويبدو ان الرئيس الاميركي تعلم من دروس ولايته الاولى، عندما اصدر في واحدة من اولى خطواته كرئيس، امرا باغلاق سجن غوانتانامو خلال عام واحد. وادى فشله في تنفيذ هذا الامر الى الاضرار بصورته كرئيس. -- الاعتقال من دون اطلاق سراح كذلك لم يكشف اوباما ماذا سيفعل بمعتقلي غوانتانامو الذين لا يزالون يشكلون خطورة تحول دون اطلاق سراحهم -- لكن الذين لا يمكن محاكمتهم لكون الادلة التي تم جمعها منهم قدمت خلال استجوابات استخدمت خلالها القوة ولا يمكنه ان يمثل امام المحكمة. وعلى الرغم من ان معظم معتقلي غوانتانامو يتم ترحيلهم الى الخارج، الا ان عددا صغيرا من هؤلاء المعتقلين يواجهون الاعتقال من دون محاكمة ولا يوجد اي اطار قانوني يحكم وضعهم. وقال اوباما ببساطة انه "واثق" من امكان التوصل الى مخرج لهذا الوضع بما يتناسب مع القانون. -- متى ستنتهي الحرب؟ حذر اوباما من ان اي حرب "دائمة" على الارهاب ستكون مدمرة على الولاياتالمتحدة. وفي وقت حض على تبني استراتيجيات جديدة لمواجهة المجموعات التي تظهر باستمرار وتتبنى افكار تنظيم القاعدة الا انها لا تنتمي الى بنيته التنظيمية، كذلك المتشددين الذين ولدوا او ترعرعوا في الولاياتالمتحدة، الا انه لم يحدد مهلة زمنية لانتهاء الحرب على الارهاب. مع ذلك فإن منتقدي اوباما سارعوا الى اتهامه ب"اخماد" العمليات الاميركية لمكافحة الارهاب والتي بدأتها الولاياتالمتحدة عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، كما اتهموه بعدم التعاطي مع تنامي التهديد الارهابي العالمي بالجدية الكافية. -- الغموض بشأن غارات الطائرات من دون طيار ادلى اوباما باكثر تصريحاته العلنية تفصيلا بشأن اطر استخدام الطائرات الاميركية من دون طيار في الحرب على تنظيم القاعدة ومجموعات اسلامية متطرفة اخرى الا انه ترك الكثير من الاسئلة من دون اجابات. وبذلك لم يتخل اوباما عن حقه في شن غارات بطائرات من دون طيار حين يرى ذلك مناسبا، على رغم تفصيله المبادئ التوجيهية التي تحدد اطر شن هذه الغارات. وعلى رغم اقراره بانه هاجس قتل المدنيين في غارات الطائرات من دون طيار "يسكنه"، الا انه لم يعط تفاصيل عن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في غارات لطائرات من دون طيار عن طريق الخطأ. واقر بان ثمة "هوة شاسعة" بين البيانات التي تصدرها الحكومة عن الخسائر وتلك التي تصدرها مجموعات مستقلة تتحدث عن مقتل الاف المدنيين في هذه الغارات. كما بقي من غير الواضح ما اذا كان البيت الابيض او البنتاغون سيكشف في المستقبل التفاصيل حول غارات يشتبه في ان طائرات اميركية من دون طيار شنتها. وفي السابق، كان المتحدثون الاميركيون الرسميون يرفضون ابلاغ الصحافيين باي تفاصيل ردا على اسئلة تطلب تأكيدات لحصول غارات لطائرات من دون طيار على بلدان اخرى مثل باكستان واليمن. ولم يبادر اوباما، كما توقع بعض المراقبين، الى اعلان نقل الصلاحية الممنوحة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) في شن غارات من طائرات بدون طيار (بشكل اساسي على باكستان) الى الجيش الاميركي -- على الارجح لان العمليات التي تنفذها الوكالة الاستخبارية تبقى سرية. كما لم يحدد الرئيس تعريف "التهديد الداهم" على الامن الاميركي والذي قال ان المشتبه به يجب ان يشكله ليصلح ان يكون هدفا لغارات الطائرات الاميركية من دون طيار خارج الولاياتالمتحدة. وترى مجموعات حقوقية عدة ان هذا التعبير مطاط وغير محدد ويترك للحكومة الاميركية هامشا غير محدد في شن غارات بطائرات من دون طيار في الخارج.