عملية فرز الأصوات في باكستان تتواصل مع تقدم لحزبي نواز شريف وعمران خان، في ختام عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديمقراطية، تميزت بمشاركة قوية من الناخبين على الرغم من هجمات للمتمردين أسفرت عن سقوط 22 قتيلا. أعلنت اللجنة الانتخابية في باكستان السبت (11 أيار/ مايو 2013) بعد إقفال مكاتب التصويت مع حلول المساء أن المشاركة كانت 'هائلة'. وأعلن مسؤول في اللجنة لوكالة فرانس برس أن النسبة النهائية للمشاركة قد تقترب من 60 بالمائة وهي الأعلى منذ 1977. وبعد فوز الأحزاب التقدمية والعلمانية عام 2008، يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها شريف الذي سبق أن تولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات. وأعلن شريف الذي صوت في معقله في لاهور (شرق)، ثاني مدن البلاد: 'أنا على ثقة بالحصول على أنباء سارة هذا المساء'. وفاز كل من نواز شريف رئيس الوزراء السابق وعمران خان نجم الكريكت السابق بمقعدين في البرلمان الباكستاني الجديد. وحصد عمران خان أكثر من 66 ألف صوت مما جعل منافسه الرئيسي غلام أحمد بيلور المرشح عن حزب عوامي القومي العلماني يعترف بالخسارة علي شاشة قناة 'إيه آر واي ' التلفزيونية . ومن المتوقع أن يمثل الأداء القوي لشريف وخان ضربة لحزب الشعبالباكستاني، الذي ينتمي إليه الرئيس آصف زرداري، بما يضعه في المركز الثالث. غير أن النتيجة التي ستحققها حركة الإنصاف بزعامة عمران خان الذي أثار المفاجأة واستقطب الأضواء في الحملة الانتخابية، تثير تكهنات لا سيما أنه استفاد من تعاطف كبير منذ أن سقط عن ارتفاع عدة أمتار في حادث أثناء مهرجان انتخابي هذا الأسبوع وكسر عددا من فقرات عموده الفقري. واجتاح مناصروه أيضا شوارع العاصمة إسلام أباد وبيشاور في شمال شرق البلاد حيث يتوقع أن يحقق حزبه خرقا كبيرا. ودعي أكثر من 86 مليون باكستاني إلى انتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الإقليمية الأربعة. وينتخب قرابة 272 نائبا بصورة مباشرة ويتم تعيين 70 وفقا للنظام النسبي. وكان المراقبون يتوقعون أن يحصد حزب شريف نحو مئة مقعد من أصل ال272، وانتخاب حوالى 20 إلى 45 نائبا من حزب خان. وفي حال لم يحصل على غالبية المقاعد، فإن الحزب الذي يحل في الطليعة سيحاول تشكيل ائتلاف. وإذا لم يتوصل إلى ذلك، فإن الحزب الذي يحل ثانيا سيحاول بدوره، في نظام يفتح الطريق أمام إمكانات عدة للتحالف. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم إلى حكومة أخرى مدنية أيضا للمرة الأولى في هذا البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية. وتبنت حركة طالبان الباكستانية التي تعارض العملية الديمقراطية التي تعتبرها 'غير إسلامية' اعتداء ضد حزب علماني أوقع 12 قتيلا وعشرات الجرحى خلال النهار. وفي المساء، أسفر اعتداء انتحاري على الطريقة التي يعتمدها المتمردون، عن سقوط قتيلين شبه عسكريين. وفي ولاية بالوشستان المضطربة (جنوب غرب) سقط ثمانية قتلى وعشرات الجرحى بحسب مصادر محلية ما رفع عدد قتلى الهجمات إلى 22. ف.ي/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب ا)