نزل عشرات آلاف الاسرائيليين الاربعاء الى شوارع القدس ورقصوا واحتفلوا بضم المدينة المقدسة بعد احتلالها في 1967 وترافق ذلك مع توقيف مفتي القدس والاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين لساعات. وتم الافراج عن المفتي بعد استجوابه ست ساعات من الشرطة الاسرائيلية بشان مواجهات الثلاثاء في باحة المسجد الاقصى ثالث الحرمين واول القبلتين عند المسلمين. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس "لم يتم توجيه اي اتهام اليه". وكانت الشرطة الاسرائيلية اقتادت المفتي حسين في الصباح من منزله الى مركز للشرطة لاستجوابه للاشتباه بضلوعه في اضطرابات جرت في باحة المسجد الاقصى بينما تستعد اسرائيل للاحتفال بالذكرى السادسة والاربعين لاحتلال وضم القدسالشرقية. وقال روزنفيلد في وقت سابق الاربعاء ان المفتي اعتقل "للاشتباه بضلوعه في الاضطرابات التي جرت امس (الثلاثاء) في المسجد الاقصى". واشار الى انه تم "القاء بعض الكراسي على مجموعة من اليهود في المسجد الاقصى" الثلاثاء. وخلال النهار، طالب مجلس النواب الاردني بالاجماع بمغادرة السفير الاسرائيلي في عمان دانييل نيفو اراضي المملكة وذلك "ردا على اجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى" في القدسالشرقية. وقالت وكالة الانباء الاردنية ان "مجلس النواب الذي عقد جلسة برئاسة سعد هايل السرور وحضور رئيس الوزراء عبد الله النسور وهيئة الوزارة صوت بالاجماع اليوم (الاربعاء) على الطلب من الحكومة بأن تطلب من السفير الاسرائيلي في عمان مغادرة المملكة كرد على اجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى" مشيرين بالخصوص الى توقيف المفتي والسماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى. وتعترف إسرائيل الموقعة على معاهدة سلام مع الاردن في عام 1994 باشراف المملكة الاردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. واقترحت وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية على الحكومة "تعديل القانون" بهدف السماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى الذي يطلق عليه اليهود "جبل الهيكل". وقال الحنان غلات مدير الوزارة امام لجنة برلمانية "نريد تمكين اليهود الراغبين في الصلاة هناك من ذلك". ويجيز القانون الاسرائيلي لليهود الصلاة في باحة المسجد الاقصى لكنه يترك للشرطة تقدير الامر. وفي الواقع فان مثل هذه الصلوات ممنوعة وهذا الوضع مستمر منذ ان سيطرت اسرائيل على القدسالشرقية اثر حرب 1967 التي احيتها الاربعاء في "يوم اورشليم" القدس باللغة العبرية. وقال وزير الدفاع موشي يعالون في خطاب ان "القدس ستبقى للابد وفي كل سيناريوهات المستقبل، عاصمة لدولة اسرائيل". ونزل عشرات آلاف الشبان اليهود من مختلف المناطق رافيعن اعلاما اسرائيلية للسير نحو حائط المبكى (حائط البراق عند المسلمين). ويقع المسجد الاقصى في الشطر الشرقي من القدس التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967 في اجراء لا يعترف به المجتمع الدولي. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. من جهة اخرى، ردد حوالى مئة فلسطيني يلوحون بالاعلام الفلسطينية، النشيد الفلسطيني، وتوجهوا الى باب العمود، احد مداخل مدينة القدس القديمة. وقال شاب فلسطيني لوكالة فرانس برس "انا هنا لأذكر العالم بأن في القدسفلسطينيين واننا نرفض توحيد عاصمة فلسطين". وفرقت شرطة الخيالة الاسرائيلية المتظاهرين واعتقلت 23 منهم وصادرت الاعلام، كما اوضحت الشرطة. من جهة اخرى، اوقف 13 شابا يهوديا في لاقدامهم على التلفظ بشتائم ضد العرب، كما اوضحت الشرطة. وتفيد اخر الاحصاءات الرسمية ان عدد سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي يبلغ 804 الاف شخص، منهم 499 الف يهودي و281 الف مسلم و14 الف مسيحي، اي نحو 295 الف فلسطيني. ودان محافظ القدس عدنان الحسيني "اعتقال الاحتلال لأحد رموز القدس الدينية والوطنية في فلسطين هذا الصباح" واشار الى ان "هذا الاعتقال الاستفزازي" حدث "في وقت تقوم فيه قوات الاحتلال بحماية عصابات المستوطنين المتطرفين الذين يواصلون ترويع وإرهاب المقدسيين العزل في جميع أنحاء القدسالشرقيةالمحتلة". وفي حين تعتبر اسرائيل القدس عاصمتها "الموحدة" فان المجتمع الدولي لا يعترف بضم القدسالشرقيةالمحتلة التي يريد الفلسطينيون ان يجعلوها عاصمة الدولة التي يسعون لاقامتها.