داكا (رويترز) - يدرس الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء تجاري ضد بنجلادش للضغط عليها من أجل تحسين معايير السلامة في العمل بعد انهيار مبنى أدى لمقتل أكثر من 400 من عمال المصانع. وتجد واردات الملابس من بنجلادش سوقا رائجة في دول الاتحاد الأوروبي إذ أن إعفاء هذه الواردات من الرسوم الجمركية وتدني أجور العمالة ساهما في زيادة قيمة صادرات بنجلادش من الملابس إلى 19 مليار دولار سنويا يصل نصيب السوق الأوروبية منها الى 60 في المئة. لكن أي إجراء من جانب الاتحاد الأوروبي لإلغاء إعفاء بنجلادش من الرسوم الجمركية والحصص يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء فيه وهو ما قد يستغرق أكثر من عام. وقال الاتحاد المكون من 27 دولة في بيان أصدرته كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية به والمفوض التجاري كاريل دي جوكت "يناشد الاتحاد الاوروبي السلطات في بنجلادش العمل فورا على ضمان التزام المصانع في جميع انحاء البلاد بمعايير العمل الدولية." وفي الولاياتالمتحدة بعث عضوا الحزب الديمقراطي البارزان ساندر ليفن وجورج ميلر برسالة الى الرئيس باراك أوباما يحثانه على تطوير خطة عمل قائمة للتصدي لعدة أمور تتعلق بظروف العمل وحقوق العامل في قطاع الملابس في بنجلادش. وارتفع عدد قتلى انهيار مبنى رانا بلازا المخالف للقانون بحي سافار التجاري في داكا الاسبوع الماضي الى 411 اليوم الاربعاء وجرى دفن نحو 40 جثة لم يتم التعرف على هوية اصحابها. وانهارت امرأة باكية في مقبرة عندما تعرفت على جثة شقيقتها عن طريق ردائها. وخرج الاف العمال في العاصمة داكا لاحياء عيد العمال ودعا البعض لانزال عقوبة الإعدام بالمسؤولين عن هذه المأساة. وقال الزعيم العمالي مشرفة ميشو "يجب شنق مالك المبنى ودفع تعويضات للمصابين وأسر المتوفين". واضاف "يجب توفير مناخ صحي وآمن في المصانع." وفي ظل غضب محلي متنام بشأن اسوأ حادث بقطاع الصناعة في البلاد التقى وفد من منظمة العمل الدولية مع رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في داكا لتقديم الدعم والضغط من أجل العمل على الحيلولة دون وقوع مزيد من هذه الحوادث. وكان الاتحاد الاوروبي حث بنجلادش في يناير كانون الثاني على الالتزام بمعايير منظمة العمل الدولية بعد حريق مصنعين في السابق. وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان بيان الاتحاد الأخير -والذي صدر في وقت متأخر مساء الثلاثاء- كان "بمثابة تحذير". واضاف "نريد ان نستخدم الضغط السياسي وندفعهم للجلوس ومناقشة الامر معنا." ويعمل نحو 3.6 مليون شخص بصناعة الملابس في بنجلادش ثاني أكبر مصدر للملابس في العالم بعد الصين. ومعظم العاملين في هذا القطاع في بنجلادش من النساء وبعضهم لا يتجاوز أجره 38 دولارا في الشهر. وحذرت رئيسة الوزراء ملاك المصانع من ضرورة الاعتناء بالعاملين لديهم. وقالت في منتدى "سيكون عليكم ان تضمنوا للعمال أجورا عادلة وعلاوات وحقوق أخرى. عليكم ان تنتبهوا لسلامة مكان العمل اذا اردتم ان تمارسوا العمل التجاري." وكان هناك نحو 3000 شخص داخل المبنى وقت انهياره وجرى انقاذ 2500 شخص لكن مصير كثيرين مازال مجهولا.