لا يزال مطرانا حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي والسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم قيد الاحتجاز الاربعاء في شمال سوريا، بينما حقق مقاتلو المعارضة تقدما في مطار عسكري قرب حلب مقابل سيطرة القوات النظامية على قرية في ريف دمشق. سياسيا، اعلنت دمشق الاربعاء انها ستتعامل مع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بصفته موفدا للامم المتحدة "فقط"، من دون اعتباره مبعوثا مشتركا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية. وقالت وزارة الخارجية السورية ان "سوريا تعاونت وستتعاون مع الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة فقط، ذلك لأن الجامعة العربية هي طرف في التآمر على سوريا"، وذلك في رسالتين بعثت بهما الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن الدولي، ونشرت نصهما وكالة الانباء الرسمية (سانا). وكانت الجامعة منحت في نهاية آذار/مارس مقعد سوريا الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. واضافت الخارجية ان "استمرار الابراهيمي في مهمته يتطلب ان يبرهن على حياديته كوسيط اممي"، مشيرة الى ان الاحاطة التي قدمها الى مجلس الامن الدولي اخيرا "اتسمت بالتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية، وبالبعد عن الحياد الذي يجب ان تتصف به مهمته كموفد دولي". في نيويورك، قال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ان الابراهيمي اقترح على مجلس الامن الدولي فرض حظر على الاسلحة الموجهة الى كل الاطراف المتحاربة في سوريا حين تحدث امام المجلس الجمعة الماضي. واضاف فيلتمان خلال نقاش في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط ان الابراهيمي "اكد الحاجة للوصول الى حل سياسي يرتكز على اساس بيان جنيف" الذي حدد المبادىء من اجل انتقال سياسي في سوريا "وحذر من العسكرة والتطرف المتناميين في داخل سوريا". من جانبه، شدد الائتلاف الوطني السوري المعارض الاربعاء على ضرورة تنحي الرئيس بشار الاسد قبل اجراء اي تسوية سياسية، وذلك غداة مشاورات روسية اميركية في بروكسل حول النزاع في سوريا. وقال الائتلاف المعارض في بيان "تفيد الأنباء القادمة من بروكسل عن تقارب بوجهات النظر بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بخصوص الأزمة السورية". واكد ان "اي مقاربة دولية يجب أن تراعي بدون أدنى شك مطالب الشعب السوري وأن تستند إلى أساس واضح يؤكد خلو مستقبل سوريا من الاستبداد، ويقوم على مسلمة أكيدة قوامها رحيل الأسد ونظامه". وفي موقف متقدم، طالب القيادي السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاربعاء في رسالة وجهها الى الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني حسن نصرالله بسحب جميع مقاتليه من سوريا لضمان عدم تحول النزاع في هذا البلد الى حرب طائفية. وقال الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، ان "تدخل حزب الله اللبناني في سورية قد عقد المسألة كثيرا، وكنت اتوقع منكم شخصيا بما لكم من ثقل سياسي واجتماعي أن تكونوا عاملا إيجابيا لحقن دماء أبناء وبنات شعبنا". واضاف "انني اطالبكم بسحب قوات حزب الله من سائر الاراضي السورية". وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا في وقت سابق الى عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين الى سوريا وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان. واعتبر سليمان وفق بيان للرئاسة نقلته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان "ذلك ليس فقط التزاما وتطبيقا لإعلان بعبدا وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري، ولكن ايضا لتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك اي اهتزاز او اضطراب". ورأت المعارضة السورية في مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا "اعلان حرب" على الشعب السوري، في حين اعلن الحزب المتحالف مع النظام السوري ان مشاركته في القتال داخل الاراضي السورية هي "واجب وطني" للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية. وعلى صعيد قضية احتجاز المطرانين الارثوذكسيين، قال الاب غسان ورد من مطرانية حلب (في شمال سوريا) للروم الارثوذكس في اتصال مع وكالة فرانس برس "ليس لدينا معلومات جديدة. لا يمكن القول انه تم الافراج" عنهما، مضيفا "لم نتواصل مع المطرانين" اللذين خطفا الاثنين في قرية كفر داعل قرب حلب. واشار الى استمرار بذل الجهود للافراج عنهما، مؤكدا ان "قلقنا كبير" عليهما. وغداة تأكيدها الافراج عن المطرانين، اقرت جمعية "عمل الشرق" المسيحية التي تساعد الكنائس الشرقية وتتخذ من باريس مقرا لها، انها لم تتلق اي "دليل ملموس" على ذلك. وتعرض المطرانان للخطف اثناء قيامها بمهام انسانية، بحسب مصادر في المطرانيتين، افادت كذلك ان شخصا كان برفقتهما، اكد ان الخاطفين هم "من الشيشان". ومن موسكو، اكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان سوريا "وفي حال وجد لديها سلاح كيميائي، فهي لن تستخدمه ضد أحد انطلاقا من مبادىء إنسانية"، وذلك خلال محاضرة القاها ونقلت مقتطفات منها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) اليوم. ويأتي هذا الموقف غداة تأكيد البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة "لم تتوصل الى استنتاج" يؤكد استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، داعيا الى التحقيق في الامر. ميدانيا، سيطرت القوات النظامية الاربعاء على قرية في ريف دمشق بعد اشتباكات مستمرة منذ اسابيع، في يوم حقق مقاتلو المعارضة تقدما في مطار عسكري في شمال البلاد يحاصرونه منذ اشهر، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطرت القوات النظامية على بلدة العتيبة بعد اشتباكات عنيفة استمرت اسابيع عدة استخدمت خلالها الطائرات الحربية والدبابات وراجمات الصواريخ". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى ان البلدة الواقعة شرق دمشق "مهمة جدا لانها تفتح بوابة للنظام على الغوطة الشرقية" التي تشكل معقلا اساسيا لمقاتلي المعارضة. وتحاول القوات النظامية منذ مدة السيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في محيط العاصمة، والتي يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. والاربعاء افاد المرصد عن "استشهاد سبعة مواطنين اثر سقوط قذيفتي هاون على مدينة جرمانا" ذات الغالبية المسيحية والدرزية جنوب شرق العاصمة، مرشحا ارتفاع عدد الضحايا "بسبب وجود 30 مصابا بينهم ستة في حال الخطر". من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مقتل سبعة اشخاص واصابة 25 آخرين بينهم طفل جراء القذيفتين، مشيرة الى انها احداهما سقطت امام مبنى البلدية وسط المدينة، والاخرى امام "تجمع لمدارس من مختلف المراحل". في محافظة حلب، افاد المرصد السوري عن اشتباكات تدور داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب، احد المواقع العسكرية المهمة للنظام في شمال البلاد. وبعد الظهر، افاد المرصد ان "الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة مع تقدم للكتائب المقاتلة داخل المطار والسيطرة على مبان فيه". من جهته، افاد مصدر عسكري سوري فرانس برس ان مقاتلي المعارضة دخلوا فعلا الى حرم المطار، لكن القوات النظامية عادت واخرجتهم منه. واطلق مقاتلو المعارضة في شباط/فبراير الماضي "معركة المطارات" للسيطرة على المطارات العسكرية في محافظة حلب التي يستخدمها سلاح الجو السوري، وهو نقطة تفوق اساسية لنظام الرئيس الاسد في مواجهة معارضيه. الى ذلك، تعرضت مئذنة الجامع الاموي الاثري في حلب كبرى مدن شمال سوريا للتدمير الاربعاء، بحسب المرصد السوري واشرطة مصورة، في خطوة تبادلت المعارضة ونظام الرئيس السوري بشار الاسد الاتهام بالمسؤولية عنها. وسيطر المقاتلون المعارضون في 28 شباط/فبراير الماضي على المسجد بعد اشتباكات مع القوات النظامية التي انسحبت منه وتمركزت في مبان مجاورة له، بحسب المرصد. وتعرضت اجزاء واسعة من المسجد الذي يعود تاريخه الى القرن الثامن واعيد بناؤه في القرن الثاني عشر، الى اضرار كبيرة في خريف العام 2012 منها حرق اثاث ونهب موجودات. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 132 شخصا هم 49 مدنيا و48 مقاتلا و35 جنديا في حصيلة جديدة للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويؤكد انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.