الدوحة (رويترز) - تضفي طالبات يدرسن تصميم الأزياء بإحدى الجامعات في العاصمة القطرية الدوحة لمسات جديدة عصرية على العباءة النسائية التقليدية. ستيلا كولاليو أستاذ مساعد تصميم الأزياء ومجموعة من الطالبات بجامعة فرجينيا كومنولث يبتكرن زيا بسيطا يمكن ارتداؤه أو تكييفه أو تعديله بطرق وأشكال مختلفة ليصلح لكل أيام العام. وتخلى كثير من بنات الجيل الجديد في قطر عن العباءة السوداء التقليدية التي ترتديها النساء في دول الخليج. لكن المشروع الذي تقوده كولاليو مع طالباتها يسعى إلى إعادة العباءة السوداء إلى مكانتها عند الفتيات بإضافة بعض اللمسات ومكملات الزنية النسائية البسيطة مثل الأزرار أو أغطية الرأس أو النقوش أو أشكال التطريز. وترى كولاليو أن تلك التعديلات تحول العباءة التقليدية إلى زي عصري يناسب مختلف الأذواق والجنسيات. وقالت ستيلا كولاليو "عدلنا بضعة تفاصيل في العباءة وأضفنا إليها كثيرا من الأزرار في أماكن مختلفة وخيوطا غير ظاهرة ليتحول هذا الزي إلى أشكال مختلفة من الأثواب تناسب مختلف البلاد في شتى أنحاء العالم." تخرجت منى الأنصاري حديثا في قسم تصميم الأزياء بالجامعة وتشارك حاليا في مشروع تطوير العباءة. وذكرت منى أن التعديلات التي أدخلت على الزي التقليدي تتيح الفرصة على سبيل المثال لتحويله إلى ثوب عصري أنيق للسهرة كما تجعله أكثر قبولا من بنات الجيل الجديد. وقالت منى الأنصاري "ستكون مقبولة للفتيات دون سن العشرين ومن هن في مثل عمري لكن لن يتقبلها الجيل القديم لأننا غيرنا فيها شيئا يحظى باحترام ذلك الجيل." وذكرت مشاركة أخرى في المشروع تدعى مايسة المؤمن أن العباءة السابغة الفضفاضة بأشكالها المختلفة زي مقبول من الناحية الدينية لدى غالبية النساء في البلاد العربية. وقالت "لماذا أقول إن ثمة سوء فهم في الأمر.. لأن الكل يعتبر العباءة الزي الأمثل من الناحية الدينية. لكن العباءة السوداء محلية جدا في منطقة الخليج." فتاة شابة أخرى تشارك في مشروع تطوير العباءة بالجامعة هي إليزابيث يانج سون جو ترى أن اللمسات الجديدة حولت الزي النسائي التقليدي المحلي إلى مجموعة مختلفة الأشكال من الأثواب يمكن أن تناسب النساء في أنحاء العالم. وقالت "شعرت على الدوام باهتمام بالعباءة لكني كنت أخجل أن أجرب ارتداءها. ساعدني هذا المشروع على فهم التصميمات التقليدية للعباءة." وتلاقي الأشكال الجديدة للعباءة اهتماما وإقبالا متزايدا من نساء من جنسيات مختلفة في المتاجر ومجمعات التسوق الفاخرة في قطر. وقال شاب يدعى عبد القادر يدير متجرا للأثواب النسائية في الدوحة "بالنسبة للجنسيات الثانية كأجنبية.. فيه برضه جنسيات أجنبية بتحب الطابع الشرقي للعباية. بالنسبة برضه عندنا قسم (بالانجليزية) جلابية.. بتبقى عاملة زي الألوان.. فيه منها برتقالي فيه وردي فيه أحمر (بالانجليزية). فدي مختلف.. معظم الجنسيات. بس أكثر شريحة هنا أكثر طبعا أهل البلد القطريين." وسوف تتزايد على ما يبدو في المستقبل القريب حدة المنافسة بين العباءة السوداء بتصميمها التقليدي وبين أشكالها العصرية الحديثة.