انفجرت سيارة مفخخة الاثنين في وسط دمشق قال الاعلام السوري انها ناتجة عن تفجير انتحاري نفسه وتسببت بمقتل 15 شخصا، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار اوقع 19 قتيلا واكثر من ستين جريحا. والانفجار هو الاكثر قربا من مركز العاصمة منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من سنتين. وقال المرصد في بيان بعد الظهر "ارتفع الى 19 عدد السوريين الذين سقطوا إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مرآب البنك المركزي في شارع الوزراء الواصل بين ساحة السبع بحرات وساحة الشهبندر في مدينة دمشق". وبين القتلى 15 مدنيا وما لا يقل عن اربعة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. وكان التلفزيون السوري افاد عن سقوط "اكثر من 15 شهيدا و53 جريحا"، مشيرا الى ان العملية ناتجة عن "تفجير ارهابي انتحاري". وانفجرت السيارة قرابة الساعة 12,30 ظهرا (9,30 ت غ) في منطقة مركزية وسكنية. وتسببت باضرار مادية بالغة اصاب بعضها مكتب وكالة فرانس برس القريب الذي تساقط زجاجه واقتلعت ابواب الالومنيوم المطلة على الشرفة فيه، وتساقطت قطع خشبية ومن الجص من سقفه. وذكر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لدى تفقده المكان، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية "سانا"، ان الانفجار "استهدف مدرسة في اوج النشاطات اليومية للمجتمع السوري في منطقة السبع بحرات" التي تعج اجمالا بالناس والسيارات. واكد تصميم بلاده على "سحق الارهابيين"، مضيفا "نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات ان الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه ابناء شعبها والشعب السوري حزم امره لانه سيمضي الى الامام ليسحق كل تلك المجموعات الارهابية المسلحة". وقالت انانة (موظفة، 32 عاما) لفرانس برس "كنت اسير برفقة زميلتي في العمل في شارع 29 أيار عندما سمعنا صوت انفجار قوي جدا. اهتزت الارض تحت أقدامنا وجرى الناس في الشارع وهم مرتبكون. وبدأ الجميع يصرخ انفجار انفجار"، محذرين من احتمال وقوع انفجار آخر. وقالت ميساء الموظفة في دائرة حكومية قريبة من موقع الانفجار "يجب وضع حد لسيل الدماء.. فلم يعد أحد يعرف عند خروجه من المنزل هل سيعود اليه أم لا". وفرضت القوى الامنية طوقا حول المكان مانعة الناس من الاقتراب. وبث التلفزيون السوري الرسمي وقناة "الاخبارية" صورا عن مكان الانفجار ظهرت فيه جثث مدماة على الارض، واخرى يقوم مسعفون بوضعها في اكياس، وسط دمار كبير وحرائق ودخان كثيف اسود. وظهرت نسوة يركضن في الشارع، وعدد كبير من الاشخاص يفرون من المكان وقد بدت عليهم الصدمة. فيما شوهد رجل يقوم باطفاء سيارة لم يبق منها الا الهيكل. وشهدت العاصمة سلسلة تفجيرات ضخمة استهدفت مقار امنية ورسمية خلال السنتين الماضيتين، كان آخرها في 21 آذار/مارس وقتل فيه 49 شخصا بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، رجل الدين السني المعروف المتعاطف مع النظام. في الوقت نفسه، افادت تقارير المرصد السوري لحقوق الانسان عن استمرار العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، ما تسبب بمقتل 79 شخصا في حصيلة غير نهائية هم 39 مدنيا و18 مقاتلا معارضا و22 جنديا نظاميا. في لاهاي، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان محققي الاممالمتحدة الذين سيكون عليهم تحديد ان كان تم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا "جاهزون" للتوجه الى سوريا، و"ينتظرون اذن الحكومة". وقال بان في مؤتمر صحافي لمناسبة افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الاسلحة الكيميائية "بوسعي ان اعلن اليوم ان فريقا اول موجود بقبرص وهو في مراحل (الاستعداد) الاخيرة" للتوجه الى سوريا. لكن دمشق رفضت مساء الاثنين مهمة التحقيق التي قررتها الاممالمتحدة، بحسب ما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. وقال المصدر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "الامين العام (...) طلب مهاما اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل اراضي الجمهورية العربية السورية وهو ما يخالف الطلب السوري من الاممالمتحدة"، معتبرا ذلك "انتهاكا للسيادة السورية". واكد ان سوريا "لا يمكن ان تقبل مثل هذه المناورات من الامانة العامة للامم المتحدة آخذة بالاعتبار حقيقة الدور السلبي الذي لعبته في العراق والذي مهد زورا للغزو الاميركي"، في اشارة الى الحملة الاميركية على العراق خلال حكم الرئيس العراقي صدام حسين بحجة امتلاك بغداد لاسلحة بيولوجية. وتبادلت الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا الاتهام باستخدام السلاح الكيميائي في شمال البلاد وريف دمشق. وتقدمت السلطات السورية في 20 آذار/مارس بطلب رسمي من اجل اجراء تحقيق للامم المتحدة. على صعيد آخر، اجبرت السلطات العراقية الاثنين طائرة شحن ايرانية كانت متجهة الى دمشق على الهبوط في مطار بغداد للتحقق من شحنتها، لكن تبين انها لا تحمل سوى مواد طبية واسعافات اولية. وتعد هذه اول عملية تفتيش يجريها العراق بعد اعلانه تشديد اجراءات التفتيش على الرحلات المتجهة الى دمشق الشهر الماضي، بعد انتقادات وجهها وزير الخارجية الاميركي جون كيري لبغداد بغض الطرف عن شحنات اسلحة لدعم نظام بشار الاسد. في لبنان، قتل عنصران من حزب الله كانا يحاربان الى جانب قوات النظام السوري في منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر مصدر قريب من الحزب الشيعي في منطقة البقاع في شرق لبنان لفرانس برس الاثنين.