تعهد رئيس الحكومة اللبناني المكلف تمام سلام اليوم السبت بحماية لبنان من الاخطار المتأتية عن النزاع في سوريا المجاورة واخراجه من "الانقسام والتشرذم السياسي". وقال سلام في بيان تلاه امام صحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كلفه تشكيل الحكومة "انطلق من ضرورة اخراج لبنان من حالة الانقسام والتشرذم السياسي، وما انعكس منه على الصعيد الامني، ودرء المخاطر المترتبة عن الأوضاع المأساوية المجاورة والاجواء الاقليمية المتوترة ومنع الانزلاق باتجاهها". واكد سلام الذي حصل على شبه اجماع على تسميته من الكتل النيابية المختلفة انه سيمد يده الى الجميع، قائلا "هذا الاجماع النيابي في الظروف الراهنة، يحمل الى جانب الثقة التي أعتز بها شخصيا، مؤشرات من القوى السياسية كافة على الرغبة في الانتقال الى مرحلة انفراج تعيد الى الديموقراطية حيويتها، والى المؤسسات الدستورية ضمانتها، والى المواطن اللبناني الأمن والاستقرار". وتابع انه قبل التكليف "ايمانا مني بان الواجب يفرض تحمل المسؤولية والعمل من أجل مصلحة الوطن بالتعاون مع جميع القوى السياسية". ودعا الى تغليب مصلحة الوطن في تشكيل الحكومة المقبلة. وقال "في الايام الماضية، تم التداول في تسميات عديدة للحكومة العتيدة، من حكومة وفاق وطني، الى وحدة وطنية، الى حيادية، الى تكنوقراط، الى سياسية الى انقاذية. وانا بدوري اقول انني حتما سأسعى الى تشكيل حكومة المصلحة الوطنية". وتابع "المهم اليوم ان تنعقد الخناصر لنتمكن معا من انجاز الاستحقاقات الدستورية"، في اشارة الى الانتخابات النيابية التي لم يتوصل الافرقاء اللبنانيون بعد الى اتفاق حول قانون تجرى على اساسه. وقال سلام في بيانه انه ينطلق ايضا "من ضرورة توحيد الرؤى الوطنية والاتفاق بسرعة على قانون للانتخابات النيابية، يحقق عدالة التمثيل لجميع المواطنين والطوائف والمناطق". وقبل وقت قصير من استقبل سليمان لتمام سلام، صدر بيان عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، اعلن تكليف سليمان لسلام "استنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها بتاريخي 5 و6 نيسان/ابريل 2013". وسمى اكثر من 120 نائبا من اصل 128 تمام سلام المنتمي الى تحالف قوى 14 آذار (المعارضة)، لكن المعروف بخطابه المعتدل وغير الصدامي. وقدم هذا التوافق على انه محاولة لتجنب تفجر الانقسامات العميقة على خلفية الازمة السورية في البلد الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة والذي شهد منذ بدء الاضطرابات في سوريا المجاورة احداثا امنية عدة خلفت قتلى وجرحى.