قتل ما لا يقل عن 45 شخصا معظمهم من العمال وعائلاتهم في انهيار مبنى غير مرخص قيد الانشاء عند اطراف بومباي بغرب الهند، حسب ما اعلنت الشرطة الجمعة. وانهار المبنى المؤلف من سبعة طوابق تماما مساء الخميس ليتحول الى كومة من الحديد والقطع الاسمنية بعلو نحو ثمانية امتار ما اعاق جهود على رجال الانقاذ والسكان خلال البحث فيها عن احياء. واستمرت جهود الانقاذ خلال الليل حيث استخدم رجال الانقاذ الات قص الحديد للوصول الى الضحايا الذين تم نقلهم على حمالات بدائية، بينما ظهرت اطراف بشرية من خلال الركام. وفيما كان عمال الاغاثة يبحثون في الركام عن ناجين امام حشد كبير من الناس، تم انتشال طفلين على قيد الحياة وسط صيحات "الله اكبر" وصيحات الابتهاج والتصفيق، بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس في الموقع. وقال سانديب مالوي المتحدث باسم بلدية مدينة ثاني الواقعة على بعد 35 كلم من وسط بومباي "الحصيلة الان 45 قتيلا و69 جريحا". وقدرت وسائل الاعلام الهندية حصيلة القتلى ب49 فيما قالت الشرطة ان من بين القتلى سبع نساء و15 طفلا على الاقل. وقال مفوض الشرطة في المنطقة ك.ب راغونفانشي انه تم تسجيل قضية اهمال ضد المقاولين. واضاف "نحن نبحث حاليا عن مقاولين اثنين". وتتكرر حوادث انهيار المباني في الهند حيث ترافق النمو الاقتصادي مع تشييد العديد من المباني العالية بدون الالتزام بالاجراءات المرعية واحيانا بدون الحصول على اذن. ومعظم ضحايا كارثة الخميس عمال مهاجرون قدموا الى بومباي بحثا عن عمل في قطاع البناء. ويتقاضى هؤلاء العمال عموما اجرا زهيدا لا يتعدى بضع مئات الروبيات (بين 2 و4 دولارات - اقل من 10 يورو) في اليوم. وغالبا ما يصطحبون زوجاتهم واطفالهم للاقامة معهم في موقع الورشة الى حين انجاز المشروع، فيعيشون احيانا تحت شوادر بدون اي تجهيزات صحية. كما يعيش في المبنى اشخاص اشتروا شققا فيه ومن بينهم التلميذة حسينة شيخ وعائلتها التي كانت تقيم في الطابق الخامس. وقالت حسينة "كنت قد عدت لتوي من المدرسة وكنت ابدل ملابسي عندما بدأ المبنى يهتز ثم انهار علينا. وعندما استعدت الوعي في وقت لاحق كنت في المستشفى"، بحسب صحيفة "دي ان ايه" واضافت انها لا تعرف مكان وجود اقاربها. وشهد محمد انور (36 عاما) الحادث بينما كان والد زوجته النجار يعمل داخل المبنى. وقال "رايت المبنى ينهار باكمله". واعلنت الادارة المدنية المحلية انها تحقق في الحادث وتعتزم الكشف على المباني التي شيدت مؤخرا في الحي حيث غالبية السكان من الطبقة الوسطى. وقال سانديب مالوي من المجلس البلدي لثاني لوكالة فرانس برس ان "المبنى شيد في حوالى 17 اسبوع على اراض حرجية، وبدون ترخيص طبعا. لم يكن من مجال لمنحه الترخيص". واضاف ان المجلس البلدي حذر المقاول مرتين من انه سيتم اتخاذ الاجراءات لهدم المبنى لكنه نفى ان تكون السلطات قد تساهلت حيال المباني غير القانونية، وهي مشكلة كبيرة في المنطقة. واوضح "عندما تتخذ اجراءات بحق مقاول، يهرب. وبعد هدم البناء غير القانوني، يأتي مقاول اخر ليبني في نفس المكان". وغالبا ما يتجاهل المقاولون سلامة العمال بحسب ما يؤكده ف.بي سانت من "المجلس الوطني للسلامة" الذي انشأته وزارة العمل لتحسين اوضاع العمال. وقال سانت لوكالة فرانس برس "معظم المقاولين يريدون خفض الكلفة مع زيادة التضخم، وسلامة العمال ليست اولوية". وفي شباط/فبراير انهار جسر اثناء بنائه في مطار بومباي الرئيسي ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة سبعة اخرين. وفي احد اسوأ تلك الحوادث في السنوات الاخيرة قتل 69 شخصا واصيب اكثر من 80 بجروح في انهيار مبنى قيد الانشاء في نيودلهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.