وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الجمعة الى برازافيل في اول زيارة يقوم بها رئيس صيني للكونغو، المحطة الاخيرة من جولة افريقية ركزت في الاساس على الجانب الاقتصادي وقادته الى تنزانيا وجنوب افريقيا ايضا. وسيلقي شي جينبينغ الذي استقبله عند وصوله نظيره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، خطابا امام البرلمان عصرا ويدشن السبت مستشفى ومكتبة قبل ان يعود الى بكين. وهي اول زيارة لرئيس صيني الى الكونغو المستعمرة الفرنسية السابقة الغنية بالنفط ويبلغ عدد سكانها اربعة ملايين نسمة. وصافح الرئيس الصيني الذي ترافقه زوجته، كبار المسؤولين الذين كانوا في انتظاره في المطار، قبل ان تطلق المدفعية 21 طلقة ترحيبا به. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الناطق باسم حزب العمل الكونغولي سيرج ميشال اودزوكي ان هذه الزيارة "شرف لنا ومؤشر على متانة العلاقات الصينية الكونغولية". واضاف "انه يأتي الى افريقيا للمرة الاولى ويدرج الكونغو على اجندته"، مشددا على ان هذه الزيارة "تعني ان التعاون بين البلدين يتعزز وبالتأكيد هذا ليس تعاونا حصريا". وتابع ان "الكونغو كانت بين اولى الدول التي دعمت انضمام الصين الى الاممالمتحدة". وكان شي شارك في جنوب افريقيا في قمة الاقتصادات الناشئة بريكس التي تضم جنوب افريقيا والبرازيل وروسيا والهند والصين، والتقى في بريتوريا الرئيس جاكوب زوما. واعلن جاكوب زوما ان "نجاحات الصين مصدر امل والهام وصعود الصين يحمل في طياته دروسا لنا لاننا نحاول الاقتداء بها". ورد شي قائلا "يعتبر كل منا الآخر اولوية (....) وفرصة من اجل تنمية بلده". وقبل ذلك زار الرئيس الصيني تنزانيا حيث تحدث عن "الصداقة الصادقة" التي تربط بلاده بافريقيا ووعد بتعزيز العلاقات ودعا بقية العالم الى احترام "استقلال وكرامة" القارة التي تشهد نموا اقتصاديا هائلا. وفي الكونغو التي تملك ثروة نفطية تستخرج شركة توتال الفرنسية اكبر قسم منها، يفترض ان تساهم زيارة شي ايضا في تعزيز العلاقات الاقتصادية. ويفترض ان توقع اتفاقيتان بعد الاعلان عن تمويل طريق يتجاوز طولها 500 كلم بين برازافيل وبوانت-نوار (العاصمة الاقتصادية) وبناء احياء جديدة بعدة مليارات دولار. ويعكس اختيار افريقيا بعد روسيا في اول جولة الى الخارج يقوم بها الرئيس الصيني الجديد، الاهمية التي توليها الصين لتنمية علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع القارة السوداء. واصبحت الصين خلال 2009 اول شريك تجاري في افريقيا. وقال شي ان العلاقات بين بلاده وافريقيا "ستتكثف ولن تضعف" خلال رئاسته مذكرا بان المبادلات التجارية بين الصين وافريقا بلغت السنة الماضية 200 مليار دولار، ووعد بقروض قيمتها عشرين مليار دولار للدول الافريقية قبل 2015. وقال شي الذي اصبح رئيسا منتصف اذار/مارس بعد ان تولى رئاسة الحزب الشيوعي في تشرين الثاني/نوفمبر ان "الصين ستواصل توسيع استثماراتها ومواصلة تعاونها مع افريقيا طبقا لالتزامها توفير عشرين مليار دولار من القروض الى البلدان الافريقية بين 2013 و2015".