انتقدت موسكووطهران حليفتا النظام السوري الاربعاء منح المعارضة مقعد دمشق في جامعة الدول العربية، في حين دعا الرئيس بشار الاسد قادة دول مجموعة البريكس للعمل على وضع حد للعنف المستمر منذ عامين في بلاده. في غضون ذلك، دعت منظمة العفو الدولية المعنيين بالنزاع السوري للضغط على طرفي الازمة لمواجهة الانتهاكات على الارض، في يوم تواصلت اعمال العنف في مناطق واسعة، لا سيما مع شن الطيران الحربي غارات جوية على اطراف دمشق. وقالت موسكو "بموجب القانون الدولي، قرار الجامعة حول سوريا غير مشروع وغير مبرر لان حكومة الجمهورية العربية السورية كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الاممالمتحدة"، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية. من جهتها، اعتبرت طهران ان "منح مقعد سوريا الى ما يسمى الحكومة المؤقتة (التي شكلتها المعارضة) هي سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية"، بحسب تصريحات لوزير الخارجية علي اكبر صالحي نقلتها وسائل الاعلام الايرانية. اضاف ان "مثل هذه الاخطاء لن تفعل سوى زيادة المشكلات تعقيدا". ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن مساعد وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان قوله ان "هذه البادرة تسجل بالفعل نهاية دور الجامعة العربية في المنطقة". ويأتي الموقفان الروسي والايراني غداة منح القمة العربية التي اختتمت مساء الثلاثاء في الدوحة، مقعد سوريا في الجامعة العربية وكل المنظمات التابعة لها، الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وجلس رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في مقعد رئيس وفد "الجمهورية العربية السورية"، فيما رفع "علم الاستقلال" الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري. وكرست هذه الخطوة الاهم بالنسبة للمعارضة منذ تعليق عضوية دمشق في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، القطيعة مع نظام الرئيس الاسد. وافتتح الائتلاف الوطني السوري المعارض الاربعاء اول "سفارة" له في العالم لدى قطر. ودشن رئيس ائتلاف المعارضة احمد معاذ الخطيب ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد العطية مقر "سفارة الائتلاف الوطني السوري" التي قدمتها الدوحة وتقع في الحي الدبلوماسي. واليوم، دعا الاسد قادة دول بريكس المجتمعين في دوربان بجنوب افريقيا "للعمل معا من اجل وقف فوري للعنف في سوريا بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب ارادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الارهاب ووقف تمويله وتسليحه"، بحسب رسالة بعث بها الى نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما الذي يرأس القمة الخامسة للمجموعة. واعتبر الاسد في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان بلاده "تعاني منذ عامين حتى الان من ارهاب مدعوم من دول عربية واقليمية وغربية تقوم بقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية والارث الحضاري والثقافي لسوريا". ويتهم النظام دولا اقليمية ودولية بتوفير دعم مالي ولوجستي للمقاتلين المعارضين الذين يعتبرهم "ارهابيين". واضاف الاسد ان قادة دول هذه المجموعة التي تمثل كبرى الاقتصاديات الناشئة (البرازيل، روسيا، الصين، الهند، وجنوب افريقيا) "مدعوون لبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري التي تسببت بها العقوبات الاقتصادية الظالمة والمخالفة للقانون الدولي التي تؤثر مباشرة على حياة مواطنينا فى احتياجاتهم الضرورية اليومية". وفرضت دول غربية ابرزها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، عقوبات اقتصادية على النظام السوري الذي واجه بالقمع الاحتجاجات ضد منذ اندلاعها منتصف آذار/مارس 2011. وتزامنا مع القمتين، قالت منظمة العفو الدولية انه "ينبغي ممارسة الضغوط الدولية على جميع أطراف النزاع في سوريا لحملها على التقيد بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان". واشارت الى انه "يتعين على اجتماع الجامعة العربية (...) ان يرسل رسالة قاسية ضد الانتهاكات التي تقترفها الجماعات المسلحة". كما حضت دول البريكيس "على إظهار روح قيادية دولية على مستوى مجلس الأمن فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا". ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية "نفذت غارتين بالقرب من المنطقة الصناعية في حي القابون" الواقع الى اقصى الشمال الشرقي من العاصمة، مشيرا الى ان ذلك "ادى الى سقوط جرحى". وفي وسط دمشق، افاد المرصد عن انفجار "عبوة ناسفة في سيارة بالقرب من مجمع الكتب المدرسية في حي باب مصلى"، ما ادى الى اضرار مادية. وتشهد مناطق في قلب دمشق تزايدا في اعمال العنف في الفترة الاخيرة، لا سيما عبر تفجيرات او سقوط قذائف هاون، ادت آخرها الى مقتل سبعة اشخاص الثلاثاء. وفي محيط دمشق، نفذ الطيران غارتين على اطراف بلدة عربين ومناطق في الغوطة الشرقية للعاصمة، بحسب المرصد الذي افاد عن "اشتباكات عنيفة (...) في المنطقة". وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، سيطر مقاتلون معارضون على ثلاث سرايا تابعة للقوات النظامية بالقرب من بلدة بئر عجم الواقعة على حدود المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها. وحقق مقاتلو المعارضة في الايام الاخيرة تقدما مهما في مناطق جنوب البلاد لا سيما منها القريبة من الحدود الاردنية وفي الجزء السوري من هضبة الجولان، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم بين محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين. وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 127 شخصا بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.