فيينا (رويترز) - حذرت الولاياتالمتحدةإيران يوم الأربعاء من تعريض نفسها لمزيد من العزلة الدولية ما لم تستجب لبواعث قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب في ان لها أهدافا عسكرية. واستغل الاتحاد الاوروبي أيضا اجتماع مجلس محافظي الوكالة التابعة للامم المتحدة ليزيد الضغط على ايران كي تكف عن عرقلة تحقيق الوكالة في بحوث قامت بها ايران ويشتبه في أنها ذات صلة بالقنبلة الذرية. وتنفي طهران الاتهام. وتصر واشنطن وحلفاؤها الغربيون على ان تسمح ايران لمفتشي الوكالة بدخول المواقع والاطلاع على الوثائق بغض النظر عن محادثات طهران مع القوى العالمية التي استؤنفت الاسبوع الماضي وتتناول موضوعات اكثر عمومية. ورد مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلا ان المزاعم بشأن انشطة بلاده النووية "لا أساس لها" مضيفا ان الوكالة لا طهران هي المسؤولة عن عدم استئناف التحقيق المتعثر حتى الان. ويقول بعض الدبلوماسيين ان ايران تستغل اجتماعاتها مع الوكالة الدولية كمجرد وسيلة للضغط في المفاوضات مع القوى العالمية وهي خلافا للوكالة الدولية تملك القدرة على تخفيف العقوبات التي شددتها اخيرا. واتهم مندوب الولاياتالمتحدة لدى الوكالة الدولية جوزيف ماكمانوس ايران بالقيام "بأفعال استفزازية" وخصوصا تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة ستمكنها من الاسراع بتخصيب اليورانيوم. وقال ماكمانوس خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة "نحن نشعر بقلق عميق بشأن ما يبدو أنه التزام ايراني لا يتزحزح بالخداع والتحدي والتعطيل." وتخشى الدول الغربية من أن يكون هدف تخصيب اليورانيوم في ايران هو اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية وفرضت على طهران عقوبات مشددة على عدة جولات. وتقول طهران إن برنامج التخصيب مشروع وأغراضه سلمية بحتة. وتقول اسرائيل ان طهران تحاول سرا صنع سلاح نووي وهددت بأن توجه إليها ضربات وقائية اذا رأت ان الجهود الدبلوماسية فشلت. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون جدوى منذ أكثر من عام اقناع ايران بالسماح لمفتشيها بدخول مواقع والاطلاع على وثائق ومقابلة مسؤولين في اطار تحقيقها المتعثر. ورفضت ايران طلب الوكالة أن تزور موقع بارشين العسكري الذي يشتبه مفتشوها في انه شهد تجارب تفجيرات تتعلق بالاسلحة النووية يحتمل ان تكون قد اجريت قبل عشر سنوات. وقال المندوب الامريكي ان ايران "تجلب على نفسها مزيدا من العزلة والضغط واللوم من جانب المجتمع الدولي... الى ان تفي بالتزاماتها وتتصدى لبواعث قلق مجلس المحافظين." وأشار الى انه قد ينبغي للوكالة الدولية أن تغير أساليبها اذا ظلت المحادثات مع ايران بلا جدوى لكنه لم يخض في تفاصيل. وأبلغ الاتحاد الاوروبي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه "يعتبر...المماطلة الايرانية غير مقبولة." وتقول ايران انها تحتاج الى الاتفاق مع الوكالة أولا على طريقة اجراء التحقيق قبل السماح بزيارة موقع بارشين. وقال السفير الايراني علي أصغر سلطانية للصحفيين على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة "نحن ملتزمون بمواصلة حوارنا مع الوكالة الدولية لكننا لا يمكن في الوقت نفسه ان نمنحها شيكا على بياض" لدواع تتعلق بالامن القومي. واستأنفت القوى العالمية الست المعنية بالتفاوض مع ايران وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا المحادثات في مدينة ألما أتا بقازاخستان الاسبوع الماضي بهدف التوصل الى حل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ عشر سنوات والذي يهدد باشعال حرب جديدة في الشرق الاوسط. وكان التقدم الوحيد الذي أحرز هو الاتفاق على الاجتماع مجددا. وقال المندوب الامريكي ماكمانوس "يجب ان أوضح اننا لن نقبل المزيد من التأخير من جانب ايران فيما يتعلق بتنفيذ التزاماتها في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان العملية الدبلوماسية المنفصلة (التي تقوم بها القوى الكبرى) لا يمكن ان تكون بديلا عن تنفيذ هذه الالتزامات." (إعداد رفقي فخري - تحرير عمر خليل)